سلسلة جرائم قتل غامضة تستهدف الأسيويين داخل الولايات المتحدة وخروج مظاهرات حاشدة تندد بالعنصرية وترامب في دائرة الاتهام

تظاهر الآلاف في مدن أميركية عدة للتنديد بالعنصرية عقب سلسلة من جرائم القتل استهدفت مواطنين من أصول آسيوية في صالونات للتدليك، ويشتبه بأنها ارتكبت على خلفية اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

ففي مدينة أتلانتا بولاية جورجيا التي شهدت حوادث القتل في صالونات التدليك، خرجت مساء أمس الأحد مظاهرة جديدة شارك فيها المئات تنديدا بالعنصرية التي يتعرض لها المنحدرون من أصول آسيوية، وبتصاعدِ جرائم العنف ضدهم تزامنا مع تفشي فيروس كورونا.

وفضلًا عن أتلانتا، خرجت مظاهرات أخرى في نيويورك وواشنطن حمل المشاركون فيها لافتات تدعو إلى وقف الاعتداءات العنصرية على المنحدرين من أصول آسيوية.

كما تظاهر مئات الأشخاص أمس الأحد في مونتريال بكندا ضمن مسيرة دعت إليها “مجموعة الصينيين التقدميين في كيبيك”.

والثلاثاء الماضي قتلت 6 نساء من أصل آسيوي في إطلاق نار داخل 3 صالونات تدليك في أتلانتا ومدينة وودستوك القريبة بعد تحريض بعض اليمينيين على الآسيويين هناك، واتهامهم بالمسؤولية عن فيروس كورونا، وفقا لتقارير أميركية.

واعتقلت الشرطة مطلق النار، وهو شاب يدعى روبرت آرون لونغ (21 عاما)، وقد وُجّهت اتهامات له بالقتل ومحاولة القتل.

وأثناء استجوابه، نفى لونغ أن يكون نفذ عمليات القتل بدافع العنصرية، وادّعى أنه فعل ذلك لأنه “مهووس جنسيا”.

وبينما استبعد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” (FBI)، كريس راي، أن تكون الهجمات التي وقعت في أتلانتا بدافع الكراهية، رجّح مشرعون وناشطون أن تكون العنصرية وراء هذه الجرائم.

ولا تزال شرطة مدينة أتلانتا تحقق في الدافع وراء الهجوم على صالونات التدليك، ويشارك في التحقيقات مكتب التحقيقات الفدرالي.

وأثارت الاعتداءات في أتلانتا مخاوف بين الأميركيين من أصول آسيوية الذين تحدثوا عن زيادة في جرائم الكراهية منذ مارس/آذار 2020، عندما بدأ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالإشارة إلى وباء كورونا باسم “الفيروس الصيني”.

تنديد بالعنف

وقد ندد الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة في مدينة أتلانتا بارتفاع نسبة العنف ضد الجالية الآسيوية في الولايات المتحدة.

ودعا بايدن المواطنين إلى التحرّك لمنع العنف المرتبط بالعرق، وقال في كلمة ألقاها في جامعة إيموري إن “الصمت تواطؤ. لا يمكننا أن نكون متواطئين”، داعيا الأميركيين لمحاربة ما سماه “عودة ظهور كراهية الأجانب”.

من جهته، انتقد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الرئيس السابق دونالد ترامب لتغاضيه عن التعصب ضد ذوي الأصول الآسيوية وعدم التنديد به.

وشدد شومر، في مؤتمر صحفي بنيويورك أمس الأحد، على ضرورة وضع حدّ للعنف ضد الآسيويين، مشيرا إلى أن ذلك لا يرتبط فقط بهذه الفئة، بل بالمجتمع الأميركي بأكمله.

في السياق، عبرت السيناتورة الأميركية تامي دكوورث أمس الأحد عن شكوكها في التقييم المبدئي لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي الذي استبعد أن تكون حوادث إطلاق النار في أتلانتا قد تمت بدافع الكراهية.

وفي تصريحات لشبكة “سي بي إس” (CBS)، طالبت دكوورث بتحقيق أعمق يحدد ما إذا كانت حوادث إطلاق الرصاص وغيرها من الجرائم المشابهة لها دوافع ترتبط بالعرق.

ويتهم الناشطون المعارضون للعنصرية والديمقراطيون ترامب بتشجيع هذه الظاهرة بوصفه فيروس كورونا بأنه “فيروس صيني” أو أنه “طاعون صيني”.