الخطر كبير على الاردن .. وما جرى في السلط أخطر..!؟

منذر ارشيد يكتب

لم أتعود الكتابة عن الأردن لا بل كنت أبتعد عن الكتابة والتحليل ، على اعتبار أنني ضيفاً فيها ولست مواطناً أردنياً …

ولذلك كما يقال ( يا غريب كُن أديب)ولكن ما يجري اليوم يحتم علينا جميعا أن ننبه للأخطار على الأردن الغالي علينا نحن كفلسطينيين وهو أنعكاس للقضية فلسطين المقدسة والمرتبطة إرتباطا تاريخيا دينيا وعقائديا لا يمكن الإنفكاك عنه..

فالأردن أرض الرباط..قبل أيام نشرت منشوراً حول ما جرى في مستشفى السلط قلت فيه أن الأمر مثير للشبهات ، بعد أن تاكد فنياً أن وقف الأكسجين مستحيل ، وذلك للتقنية العالية المتاحة في نظام توفير الأكسجين للمرضى وعملية الإنذار الأتوماتيكية وأن وقفه لا يمكن أن يكون إلا بفعل فاعل( نام أو غفل أو تجاهل) أو* قصد ذلك * ..!؟

البعض استهجن قولي وقالوا، كل شيء تنسبوه الى مؤامرة. وهو أمر عادي يحصل.. فلا تكبروا الأمر !؟

قلت ليس فق مؤامرة بل كارثة يجب ان نفكر بها جيدا حتى يثبت العكس لان الأمر ليس مصادفة .

!خاصة أن السفارة الأمريكية أوعزت لرعاياها عدم الدخول الى المدن الرئيسية في الاردن ومنها مدينة السلط

لماذا أقول هذا الكلام …لان التحريض على الاردن ليس عفويا بل هو مقصود ومؤكدالمسألة تتعلق ليس بالاردن وحدها بل بمجمل المنطقة فبعد أن كان الأردن صمام أمان في المنطقة وهو مطلب دولي أمريكي من أجل إسرائيل على اعتبار أن الاردن بلد مسالم ولا يخرج عن الدوائر الغربية بعد ان جرب نتيجة إشتراكه بحرب حزيران والامور منذ ذلك الحين تحت السيطرة الدولية وخاصة أمريكا بعد بريطانيا وقضية فلسطين أيضا تحت السيطرة والمخطط يسير حسب مواقيت محددة فاسرائيل اليوم ما عادت بحاجة لا لمنطقة أمان ولا لأحد في المنطقة بعد أصبحت المنطقة العربية بمجملها حامية لإسرائيل ..!

والان أصبح لزاما على الاردن أن يدخل في المرحلة الأخيرة في الصراع الإقليمي بعد ان انتهى دور سوريا والعراق وقد تغيرت أمور كثيرة فيهما واصبح الصراع في المنطقة صراعاً دولياً.. ولربما أن الاردن إستطاع في العقدين الماضيين ان ينئى بنفسه عن دخول أتون الحرب على سوريا ولربما كان موقفه مقنعا للدوائر الغربية بأن يبقى على الحياد الى حد معقول كي يظل صمام أمان وواحة استقبال للاجئين.. وهذا ما حصل فعلا.. !ولكن الان ما عاد للاردن خلاص الا الإنصياع حسب المخططولكن كيف سينصاع الى حتفه ..!؟

و المسألة أصبحت تتطلب إنهاء النظام نفسه وليس مجرد مشاركة هنا او مشاركة هناك لأن قبول المخطط لا يضمن بقاء النظام الهاشمي إطلاقا..!؟فالامور في المنطقة دخلت الى ملعب دولي كبير والصهيونية العالمية الان أمام القفزة النهائية للسيطرة الكبرى على المنطقة بمجملها فمن كان يصدق أن أمريكا وروسيا أصبحتا كقوتان عظميتان وقد كانتا بعيدتين عنا ، وبيوم وليلة أصبحتا تتصارعان في منطقتنا وتحديداً في سوريا. !من كان يصدق ان الصراع النووي بين أمريكا وروسيا الذي كان بعيدا عنا عبر المحيطات أصبح في عقر دارنا..!؟ من كان يصدق ان إسرائيل توجه انذارات لروسيا وان روسيا ترد بإنذارات أخطر ،( سنبيد تل أبيب،)الاردن الان أمام صراع الكبار ..!؟

ولذلك الان سيظهر التحدي الاردني وعلى شكل واضح أمام الأخطار القادمة خاصة في الخطة الموضوعة لحل القضية الفلسطينية وأعني هنا ( الوطن البديل ) ويجب أن لا تغفل أن الأمور سارت بشكل تدريجي منذ تأسيس الإمارة الاردنية ثم المملكة الهاشمية وبعد ذلك حرب حزيران وقد ضاعت الضفة ومن ثم فك الارتباط ومن ثم اوسلوا ووادي عربة .. كل هذا مترابط وليس عفويا كما كنا نعتقد والان اللعب على شرق الاردن لتكون ملجأ للفلسطينيين المطرودين لاحقا .. وللله في خلقه شؤون.!(حادثة مستشفى السلط)

نعود الى ما جرى في السلط من فاجعة مروعة..!الأردن بمليكه وجيشه وشعبه يدركون ان الخطر ماحقا وليس مجرد هزات هنا وهناك .. والمسألة مسألة وقت والمؤامرة تتعاظم ، ولكن بالعزيمة والإراده وإذا اجتمعت بالمكونات الثلاثة وهي الملك والجيش والشعب، أعتقد أنها ستغير الكثير وتجعل من الأردن صخرة تتحطم عليها المؤامرة..

الملك عبد الله الان يقف موقفا صعبا خاصة في مسألة الوصاية الهاشمية على المقدسات التي يحاولون إنتزاعها منه وكما أن عدم موافقته على صفقة القرن وعلى ما تلاها من تطبيعات وأمور شارك بها الفلسطينيين وبتعاون جيد بين القيادتين الأردنية والفلسطينية معا كل ذلك لانه يدرك الخطر المباشر على الاردن وما حدث في منع ولي العهد الاردني من زيارة القدس له مؤشر مهم ورد الاردن على نتنياهو كان مهما جدا وهذا يعني أن الامور ما عادت تحتمل المجاملات وكسر العظم أصبح واضحا خاصة في تداخلات السعودية على المسجد الأقصى ومحاولات ابعاد الوصاية الهاشمية..!؟

ولا ننسى التحريض الذي ينبعث من أردنيين متواجدين في أمريكا وبعض دول اوروبا وهم يبثون ندائات التحريض ضد النظام على مدار الساعة .. والشارع الأردني يتململ ولكن هواجس الاردنيين كبيرة وهم يدركون خطورة الأمر وقد عاشوا في ظل الهاشميين موحدين دون صراعات داخلية ويجب أن ننتبه ان ما يجري في الضفة الغربية مترابط مع ما يجري في الاردن ..

ففي كلا المنطقتين الأمور متوترةوعلى ما يبدو ان المخطط يسير حسب ما يراد له لخبطة الاوراق معا ومن ثم جمعها في حل مفترض ينهي الأمر حسب مصلحة إسرائيل فربما ما جرى في السلط هو من ضمن المخطط المرسوم لإثارة الشعب الأردني ضد نظامه ..

ولربما لا تكون هذه الحادثة فقط فالمخطط يتطلب مزيدا من الجرائم والأحداث كي يسيل الدم ويخرج الاردن عن كونه صمام الأمان في المنطقة ..على اعتبار لا ..أحد افضل من أحد ..

ولكن بهمة الأردنيين الحريصين على إستقلالهم وعلى مجتمعهم وحياة أبنائهم ربما يخرج الاردن سالما معافى .. فدوره في تحرير الأقصى دورا رئيسياًاللهم ألطف بالاردن الحبيبوالله أعلم