البيطار تكتب.. شدة وبتزول

كتبت – حنين البيطار 

حديثي اليوم لا ينطلق من أقوال مبشر أو معلم ، ولا يفتح أبواب أضخم مناظرة تنتقل بين المواقع الألكترونية ، وهتاف شعبنا في السلط ومدننا الأردنية الطيبة ، لتصل الى الأعلام والمحافل والصحافة والاذاعة والتلفزيون والفضائيات العربية ، والنتيجة التي أخاف منها ، فإذا المبشر يصبح مضطهداً ، والشاهد يكاد يصير شهيداً .. وأمام هذا الوضع لا أعرف ولا أقدر .

اللبنانيون يرفعون الرؤوس بالجامعة الأمريكية ، لكننا هنا في الأردن كان لدينا مدرسة السلط الثانوية ، وتشاركت المؤسستان في نشر العلم وصناعة القادة والسياسيين والمفكرين والأدباء والشعراء واكتفي بواحدة فقط للسلط دون الخوض بالتفاصيل .

أنا حائرة أمام هذا المشهد ، ولست بمستوى تقديم العزاء أو نشر الغضب لأن  قراءة ما حدث اكثر إهتماماً من الحديث عن الخسارة التي لحقت بنا جميعاً وليس أبناء السلط فقط ، ( لكن الدولة وليست الحكومة ) قد اتخذت القرار ، وبدأ كل شيء بساعات بعد الحادثة الأليمة لتشمل كافة المستشفيات ، ومجلس النواب عقد جلسة طارئة وكذلك مجلس الأعيان ، والجو والأجواء شهدت مئات من المواطنين لا عمل سوى الاعتصام نصرة للسلط .

الأهمال والتسيب الإداري .. أم الصوفية التي رافقت مسيرة الأمم الاسلامية تتعلق ” بالقضاء والقدر ” الذي بالتالي بجبر الخواطر وعلى قول سيدنا أبو حسين (شدة وبتزول ) وهل نتجاوز هذه الجائحة والسلط الأبية ومن هاجر اليها من الاردنيين وقد نتجاوز هذه المحنة .

هنا سؤال برسم الإجابة ، واعتقد أن الحقوق المهضومة لن تذهب هدراً طالما تبناها سيد البلاد ، وهذه القضية خاصة على مكتبهِ منذ الأمس الأول ، وهي ليست مطروحة في حسابات سياسية وانسانية لكنها تجاوزت ذلك الى تطبيق اصلاحات جذرية وعلى مستوى الأردن قادتها مسألة  السلط  ، فكانت البلقاء هي التي أطلقت  الشعلة وطالما ردد الأردنيون ( غير البلقاء ما تلقى ) .

فكيف كان ذلك .. لان الأردن قيادة وشعباً  مُصرين على تنفيذ هذه الإصلاحات ، حتى يتوفر للشعب الأردني حياة جديرة بكرامة الإنسان ، وقد قالها سيدنا الكبير الحسين ” إحنا مجربين ”  والقضية برمتها بيد سيد البلاد ، آلان وليس غيره ، فهل تكفي هذه الشهادة لنوفر على المواطن مشقة متابعة تفاصيل ما حدث .

هل نستذكر التاريخ ونعود الى العام ١٩٨٩ عندما خرج شعبنا في معان بما يشبه خروج أهل السلط .. فكانت أفضل أنتخابات نيابية ، والغاء الأحكام العرفية ، والاصلاح السياسي وتكرس النسيج الإجتماعي ، فمن كان معارضاً تم إحتوائه مع المؤيدين وقمنا ببناء الدولة الأردنية على أسس ديمقراطية لم تشهدها المملكة .

نُخطئ اذا ما حاولنا أن نتصرف الآن مثلما فعلنا مع أحداث مشابهة ، ونخطئ عندما نعتقد أن هذه المهمة أشق وأعسر ، أنها أصبحت قضية عامة ونهائية .

جفرا