العراق: لن يعيد الاستنكار حياتهم.. امن البلد الى اين؟

د. محمد توفيق علاوي

للأسف تتوالى عمليات الايغال بقتل الابرياء ونسمع بالاستنكار من مختلف الاطراف، والنتيجة عشرات الشهداء وقتلة مجهولين وعشرات اللجان التحقيقية من دون نتائج او قرارات؛ وكأن المكتوب على مئات الطيبين من ابناء هذا الشعب تقديم دماءهم لا على ذنب ارتكبوه سوى اصطفافهم بالأقوال إلى جانب الحق قبال من يصول من دون خوف او وجل حاملاً سلاح الغدر يستهدف الرجال والنساء الاطفال والشيوخ وكأنهم هم الدولة وللأسف الدولة الرسمية في سبات عميق ……

لقد اختطف الشاب الناشط علي جاسب قبل حوالي السنة، وتبين انه من غير المسموح على ابيه ان يطالب بالافراج عن ابنه او ان يتوصل الى بعض الخيوط لمعرفة الجناة، وإن حاول ابيه السعي للتوصل الى حقيقة مصير ابنه المختطف فإنه يستحق القتل حسب شريعة الغاب التي حلت محل شريعة الدولة التي غابت منذ ان سقطت في اتون الفساد، فالدولة باجهزتها الامنية المتعددة وجيوشها الجبارة من الشرطة والقوات العسكرية تقف متفرجة ومستنكرة ومتوعدة والمجرمون يسرحون في مسرح الجريمة فليس من حسيب ولا رقيب ………

لقد قتل في الامس سبعة شهداء من عائلة واحدة من ضمنهم امرأتان في محافظة صلاح الدين وتعددت الروايات وتبنت داعش المسؤولية؛ حيث سبقتها جريمة الفرحاتية ايضاً في صلاح الدين التي ذهب ضحيتها ثمانية شهداء مضى عليها  بضعة اشهر وتشكلت اللجان التحقيقية ومن دون معرفة النتائج والجناة ……..

إلى متى يستمر هدر الدماء الزكية لابناء وطننا الكريم؟ ومتى تستعيد الدولة هيبتها؟ ومتى يحسب المجرمون حساباً للدولة واجهزتها الامنية؟  ومتى تكون لنا دولة نعتز بها وبقوتها لتدافع على ابنائها كما هو حال دول العالم الاخرى؟ ومتى لا نكتفي بالاستنكار بل نقرنه بالفعل؛ أسئلة يثيرها المواطنون ، فهل من مجيب؟

وزير عراقي سابق