نداء الى وزير التربية والتعليم

د. عبير الرحباني

لقد أصدرت معاليك قراراً بداية شهر شباط 2021 بفتح المدارس وعودة المعلمات والمعلمين الى عملهم في المدارس .. من صفوف رياض الاطفال وحتى الصف الثالث الابتدائي .. وتضمن القرار بان يكون عودة المعلمين والمعلمات اجباري.. بينما عودة رياض الاطفال والطلاب فهو اختياري ..

وعلى ضوء هذا القرار تم فتح المدارس وعاد المعلمون والمعلمات الى مدارسهم بتاريخ 7 شباط 2021

وقد قام عدد كبير من أولياء أمور الطلبة بارسال ابنائهم الى المدارس .. كما ان هناك الكثيرين من الاهالي الموظفين في المؤسسات والشركات والعاملين في القطاعات المختلفة قد اضطروا ان يرسلوا اطفالهم الى رياض الاطفال .. وبعض هؤلاء الاطفال يتم ارسالهم بعد دوام المدرسة الى بيت اجدادهم لان أولياء أمورهم ما زالوا في أماكن عملهم..

وعند العودة الى المدارس اصيبت 13 معلمة من أصل 18 معلمة خلال اسبوع واحد في إحدى المدارس الخاصة .. وانا هنا لا اتحدث من فراغ بل على اطلاع تام بما يجري من خلال الاستفسارات والمتابعة بحكم مهنتي الاعلامية والصحافية .. الامر الذي تسبب برعب كبير وتخوف كبير من الوضع القائم لدى المعلمين والمعلمات وحتى الادارات في المدارس كون القرار صادر من وزارة التربية والتعليم.

وفي ظل ارتفاع عدد الاصابات المخيف الذي نعاني منه جميعاً في الوقت الحالي .. وبما انه تم اقرار حظر تجول شامل ليوم الجمعة وحظر جزئي لباقي ايام الاسبوع .. وحرصاً على سلامة المواطنين ولمنع تزايد انتشار السلالة الجديدة من هذا الفيروس .. لماذا تم اتخاذ قرار بفتح المدارس وعودة المعلمين والمعلمات اليها !!! وانتم تعلمون بان عدد الاصابات بين المعلمين والمعلمات والطلاب في ازدياد مستمر !! حيث نجم عن فتح المدارس وعودة المعلمين الاجباري المخالطة الكبيرة وبالتالي الانتشار في عدد المخالطين وعدد الاصابات . وبالتالي معلمة مصابة لا تعلم باصابتها تُعدي معلمة اخرى وربما اكثر ولا يعلمن باصابتهن إلا بعد مرور ثلاثة ايام تقريباً ..وبالتالي تكون المعلمات المصابات قد نقلوا العدوى الى ابنائهم والى ازواجهم .. والى كل فرد في اسرتهم .. وبالتالي فان ازواج المعلمات وزوجات المعلمين يكونوا قد نقلوا العدوى الى المكان الذين يعملون به ..

وايضا فان الاطفال المصابين او الطلاب فقد ينقلون العدوى ايضاً اطفال وطلاب اخرين وبالتالي تنتقل العدوى الى المعلمات والمعلمين وايضاً تنتقل الى ذوي هؤلاء الطلاب والاطفال .. وبالتالي فان الاهالي ينقلون العدوى الى اماكن عملهم او الى اي مكان يتواجدون فيه ..

بالاضافة الى ذلك فان الطلبة المصابين بالسلالة الجديدة قد ينقلون العدوى الى اجدادهم الذين يذهبون اليهم بعد دوامهم في المدرسة كون اهاليهم عاملين وموظفين ..

وعلى الرغم من ان الكثير من اولياء أمور الطلبة يعلمون في مجال التدريس وقد رفضوا ارسال ابنائهم الى المدارس واكتفوا بعملية (التعليم عن بعد).. إلا أنهم في الوقت ذاته فانهم مضطرون للذهاب الى وظائفهم في المدارس سواء أكان عملهم في المجال الاداري ام التدريس ما يؤدي الى انتشار وانتقال العدوى بشكل سريع وكبير ..

وبناء على ما جاء أعلاه فان عدداً كبيراً جداً من المعلمين والمعلمات واهالي الطلبة ايضاً اصبحوا متخوفين من الوضع القائم ما خلق لديهم عدم تركيز.. الأمر الذي انعكس سلباً على الطلبة أيضاً ..

ان فتح المدارس في ظل الانتشار السريع للسلالة الجديدة والارتفاع المستمر ولا سيما في عدد الاصابات بين المعلمين والمعلمات والادارات في المدارس جعل جميع العاملين في المدارس بما فيها معلميها واساتذتها ومسؤليها واداراتها يعانون اشد المعانة مما سبب لهم هذا القرار والعودة الاجبارية الخوف والرعب الدائم والمستمر كلما توجهوا الى المدارس..

وكلما سمعوا بان هناك قراراً بإقفال المدرسة الفلانية بعد ان يكون قد انتشر فيها الوباء وازداد عدد الاصابات .. وكلما سمعوا بان هناك معلمة مصابة او معلم مصاب أو طالب مصاب .. ولمجرد التفكير بانهم اصبحوا مخالطين، وبأن البيئة المدرسية التي يفترض ان تكون صحية تحولت الى بيئة مليئة بالمصابين والمخالطين فان هذا الأمر قد تسبب بإرباكهم من حيث التدريس وآداء واجبهم المقدس بالشكل الصحيح .. وبالتالي أثر على العملية التدريسية بشكل سلبي وعلى الاهالي والطلاب والمعلمين على حد سواء.

ونحن على يقين بان العملية التعليمية هامة في مراحل معينة من الدراسة.. وان التعليم الوجاهي هام جداً وصحي أكثر .. ومن الضروري العودة له وان يعود كل شيء كما كان يسير بشكل طبيعي.. لكني أعتقد بان الجانب الصحي هو الأهم بخاصة لما تمر به بلادنا من أزمة وبائية في الوقت الحالي ..

لذا نتمنى من معاليكم إعادة النظر في هذا القرار الذي تسبب بارتفاع عدد الاصابات بين المعلمين والمعلمات والاهالي والابناء ايضاً .. كي نخرج من هذه الازمة والجائحة التي عصفت بنا بسلام وآمان.

عمون