البابا فرنسيس وصل بغداد حاملا رسالة محبة ومصالحة

“أخيرا سوف أكون بينكم أتوق لمقابلتكم ورؤية وجوهكم وزيارة أرضكم مهد الحضارة العريقة والمذهلة”

 وكالات 

وصل البابا فرنسيس إلى بغداد، اليوم الجمعة، الخامس من مارس (آذار)، في مستهل زيارة تاريخية للعراق تستغرق أربعة أيام، هي أول زيارة بابوية للعراق على الإطلاق.

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أول المستقبلين عند نزول البابا من الطائرة حيث أقيمت على أرض مطار بغداد الدولي مراسم رسمية تخللها أداء مجموعة تراتيل دينية وأغان عراقية ورقصات، تعبيراً عن الترحيب بالحبر الأعظم.

وكان البابا والكاظمي يضعان كمامة.

وقال البابا لصحافيين على متن الطائرة التي أقلته من روما، “سأحاول اتباع التعليمات وعدم مصافحة الجميع، لكنني لا أريد البقاء بعيداً”.

وترافق زيارة البابا تدابير أمنية مشددة في بلد تمزقه النزاعات منذ عقود، حاملاً رسالة تضامن إلى إحدى أكثر المجموعات المسيحية تجذراً في التاريخ في المنطقة والتي عانت، عقوداً، ظلماً واضطهادات، وساعياً إلى تعزيز تواصله مع المسلمين.

مهد الحضارة

كما تأتي الزيارة غير المسبوقة في وقت يشهد العراق ارتفاعاً كبيراً في أعداد الإصابات بفيروس كورونا في وقت تفرض السلطات إغلاقاً تاماً يتزامن مع الزيارة، كما تشهد البلاد توترات أمنية.

وقال البابا في رسالة مصورة موجهة إلى الشعب العراقي وزعها الفاتيكان عشية الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام، “أخيراً سوف أكون بينكم، أتوق لمقابلتكم ورؤية وجوهكم وزيارة أرضكم، مهد الحضارة العريقة والمذهلة”.

وسيكتفي جزء كبير من العراقيين بمشاهدة البابا من خلال شاشاتهم التلفزيونية، وسيستخدم البابا على الأرجح سيارة مصفحة في تنقلاته على طرق أعيد تأهيلها خصيصاً استعداداً للزيارة، إضافة إلى مروحية وطائرة خاصة للتنقلات البعيدة سيعبر خلالها فوق مناطق لا تزال تنتشر فيها خلايا لتنظيم “داعش” الذي أعلنت القوات العراقية الانتصار عليه وتحرير العراق منها منذ 2017.

زيارة النجف

وأكدت السلطات في بغداد أنها اتخذت كل التدابير الأمنية “براً وجواً”.

ومن أبرز المحطات في زيارة البابا التي ستشمل مناطق في شمال البلاد وجنوبها، النجف حيث سيلتقي المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني.

وستغيب بسبب التدابير الوقائية من وباء “كوفيد-19” الحشود التي اعتادت ملاقاة البابا في كل زياراته، مع استثناء خلال القداس الذي سيحييه، الأحد، في الهواء الطلق في أربيل في كردستان بحضور نحو أربعة آلاف شخص حجزوا أماكنهم مسبقاً للمشاركة فيه، علماً أن المكان يتسع لـ20 ألفاً.

وجرت التحضيرات على قدم وساق لاستقبال الحبر الأعظم خلال الأسابيع الأخيرة، من شوارع بغداد الرئيسة وصولاً إلى النجف ومروراً بأور الجنوبية والبلدات المسيحية شمالاً، حيث رفعت لافتات تحمل صوره مرفقة بعبارات ترحيب.

دمار “داعش”

وتحضيراً للزيارة، أزيلت آثار ثلاث سنوات من دمار تسبب فيه تنظيم “داعش” من مناطق كثيرة، ولكن أيضاً آثار عقود من الفساد والإهمال أنهكا البنى التحتية، فعبدت طرق، وأعيد تأهيل كنائس في مناطق نائية لم تشهد زائراً بهذه الأهمية من قبل.

وينوي البابا فرنسيس (البالغ 84 عاماً)، في أول زيارة له إلى الخارج منذ انتشار الجائحة، توجيه رسالة تضامن ليس للمسيحيين فقط بل لجميع سكان العراق، مع برنامج حافل في مناطق عدة من البلاد، ومن بغداد إلى النجف وأور وأربيل والموصل وقرقوش، سيعبر مسافة 1445 كيلومتراً، في بلد لا يزال فيه الاستقرار هشاً.

هجوم صاروخي

واستهدف هجوم صاروخي، الأربعاء، قاعدة عسكرية تأوي جنوداً أميركيين في غرب البلاد، كانت آخر عملية من نوعها في إطار سلسلة هجمات ضد مصالح أميركية خلال الأشهر الماضية، وعلى خلفية توتر أميركي إيراني ينعكس على أرض العراق حيث للطرفين وجود ونفوذ.

ويبدأ البابا زيارته، الجمعة، بخطاب أمام المسؤولين العراقيين، وتتضمن الزيارة جانباً آخر أساسياً، هو الحوار بين الأديان.