“كوفاكس” للتلقيح ينطلق ميدانيا وكورونا باق طوال العام

الطعوم تنجح في خفض العدوى واقتناع المواطنين بتلقيها آخذ في الارتفاع وتخفيف قيود الإغلاق يتوسّع

الاعتقاد بإمكانية التغلّب على فيروس كورونا بحلول نهاية العام هو أمر غير واقعي، وفق منظمة الصحة العالمية، فعدادات الوباء تواصل تقدّمها، في حين تسعى الدول إلى تسريع وتيرة التلقيح والتخفيف من قيود الإغلاق للحدّ قدر المستطاع من الخسائر التي تسبّبت بها الجائحة، بينما تزداد المخاوف من التفاوت في التطعيم بين الدول الغنية والفقيرة بشكل خاص.

حتى الآن، أُعطي أكثر من 260 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في 128 بلداً أو منطقة على الأقل، وفقاً لإحصاء أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية، الثلاثاء الثاني من مارس (آذار)، في الساعة الـ 9 بتوقيت غرينتش. في الأثناء، أظهر إحصاء لـ “رويترز” أن ما يزيد على 114.37 مليون شخص أُصيبوا بالفيروس على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات إلى مليونين و640271.

أمر غير واقعي

وبحسب مايكل راين، مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، سيظلّ من الممكن خفض عدد حالات الاستشفاء والوفيات، لكن الوباء لا يزال فتاكاً، خصوصاً إثر الارتفاع الأخير في عدد الإصابات هذا الأسبوع بعدما كانت انخفضت لسبعة أسابيع متتالية. وقال راين، “برأيي، سيكون من السابق جداً لأوانه، ومن غير الواقعي الاعتقاد أننا سنقضي على هذا الفيروس بحلول نهاية العام”، وتابع، “لكنني أعتقد أن ما يمكننا الانتهاء منه، إذا كنا أذكياء، هو حالات الاستشفاء والوفيات والمآسي المرتبطة بهذا الوباء”.

وأشار راين إلى أن منظمة الصحة تركز على إبقاء العدوى بالفيروس منخفضة وعلى المساعدة في منع ظهور النسخ المتحورة وتقليل عدد المصابين. وأضاف أن تطعيم العاملين في القطاع الصحي بالدرجة الأولى والأكثر ضعفاً سيسمح “بإزالة الخوف والمأساة من الوباء”.

اللقاحات وحدها غير كافية

ويريد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن يبدأ تطعيم العاملين الصحيين في جميع أنحاء العالم خلال أول 100 يوم من العام، مما يعني أنه يتبقى 40 يوماً لبلوغ هذا الهدف. ورحّب بإعطاء أول جرعة من اللقاح في إطار آلية “كوفاكس” العالمية الاثنين في غانا وساحل العاج، قائلاً إنه “من المؤسف أن تستمرّ بعض الدول في منح الأولوية لتحصين البالغين الأصغر سناً والأكثر صحة والأقل عرضة لخطر الإصابة بالمرض بين سكانها، بدلاً من العاملين في القطاع الصحي وكبار السن في أماكن أخرى”.  

وعلّق غيبرييسوس على الارتفاع الأخير في عدد الإصابات، قائلاً إن الزيادة “محبطة لكنها ليست مفاجئة”، وحثّ الدول على ألا تخفّف إجراءات مكافحة انتشار المرض، محذراً من أن الاعتماد على اللقاحات وحدها لإنهاء الجائحة خطأ، ومشدّداً على أن “الإجراءات الأساسية للصحة العامة أساس التصدي” للمرض.

التطعيم بأولى جرعات “كوفاكس” يبدأ بغانا

على صعيد التلقيح، بدأت غانا حملة التطعيم ضد كورونا الثلاثاء، بنحو 600 ألف جرعة من لقاح “أسترازينيكا” حصلت عليها في إطار برنامج “كوفاكس” التابع لمنظمة الصحة العالمية لتوفير اللقاحات للدول النامية.

اصطف الناس في طوابير للحصول على اللقاح خارج المستشفى الإقليمي بالعاصمة أكرا، في المرحلة الأولى من التطعيم التي تضع على رأس أولوياتها العاملين على الخطوط الأمامية من القطاع الطبي والأشخاص الأكثر عرضةً للخطر.

وكانت غانا أول دولة تحصل على اللقاح في إطار خطة “كوفاكس”، التي تهدف إلى تدبير أكثر من 1.3 مليار جرعة لأكثر من 90 من الدول ذات الدخل منخفض والمتوسط بحلول نهاية العام، بحيث تغطي ما يصل إلى 20 في المئة من سكانها. ولم يبدأ سوى عدد قليل من الدول الأفريقية الأخرى التطعيم، بجرعات تم شراؤها باتفاقات ثنائية أو حصلت عليها في شكل تبرعات.

وجرى تلقيح رئيس غانا، نانا أكوفو أدو، وقرينته الاثنين، لتعزيز ثقة المواطنين قبل بدء الحملة، وسط شائعات وشكوك حول اللقاحات، ومع ذلك لا تزال الشكوك قائمة. وتشير بيانات وزارة الصحة إلى أن إصابات كورونا في غانا تجاوزت 84 ألفاً، توفي منهم أكثر من 600.

نيجيريا تسلّمت بدورها الثلاثاء، الدفعة الأولى من لقاحات كورونا في إطار برنامج “كوفاكس”، وشملت 3.92 مليون جرعة من لقاح “أسترازينيكا”، وذلك إيذاناً ببدء برنامج التطعيم في أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، مع 200 مليون نسمة. وتهدف الحكومة النيجيرية إلى البدء بتطعيم العاملين في الصفوف الأمامية من أفراد الطاقم الطبي في أبوجا في الخامس من مارس، يليهم القادة الاستراتيجيون في الثامن من الشهر الجاري.  

بغداد تبدأ التلقيح

في العراق أيضاً انطلقت الثلاثاء حملة التلقيح مع الأطباء، بعدما تلق البلد الاثنين 50 ألف جرعة من لقاح “سينوفارم” الصيني كهبة. وفي مدينة الطب في بغداد، تلقى أطباء أولى جرعات اللقاح بحضور الصحافة.

وقال وزير الصحة العراقي، حسن التميمي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن “الأولوية للعاملين في القطاع الصحي في مراكز كورونا”. وأشار إلى أنه سيتم تحديد الفئات الأخرى التي سيشملها التلقيح أولاً ممّن تفوق أعمارهم 50 عاماً، موضحاً أنه جرى تحديد “خمس مراكز صحية في بغداد والمحافظات وكردستان”، يُعطى فيها اللقاح. وقال إن التلقيح في المراكز الصحية في المناطق الشعبية والنائية يفترض أن يبدأ الأربعاء.

وكانت وزارة الصحة أعلنت الاثنين إطلاق موقع إلكتروني ليتسجّل السكان عبره فيُحدّد لهم موعد لتلقي اللقاح “مجاناً”، لكن الموقع لم يكن فاعلاً الثلاثاء، وفق مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية.

وبالإضافة إلى لقاح “سينوفارم”، يفترض أن يتلقى العراق مليوني جرعة من لقاح “أسترازينيكا” عبر آلية “كوفاكس”. كما قالت بغداد إنها سبق أن طلبت 1.5 مليون جرعة من لقاح “فايزر”، ستشتريه عبر قرض من البنك الدولي.

وفي بلد يعاني منذ عقود من نقص في الأدوية والأطباء وتراجع في المستشفيات، لا يثق إلا قليل من العراقيين بالنظام الصحي، وتلقى العديد من مرضى الوباء علاجهم في بيوتهم، فيما تواجه السلطات منذ أشهر انتقادات لطريقة إدارتها للأزمة. وبيّن استطلاع أخير للبنك الدولي، أن 39 في المئة فقط من 10 آلاف عراقي شاركوا فيه، يؤيدون تلقي لقاح، في حين لم يؤيّد ذلك سوى 42 في المئة من العاملين في المجال الصحي في البلاد.

ويأتي ذلك فيما تواجه البلاد موجة وبائية ثانية، مع أكثر من 3 آلاف إصابة يومية خلال الأشهر القليلة الماضية، وفرضت السلطات منذ 19 فبراير (شباط) تدابير إغلاق لاحتوائها، تشمل حظر تجول وإغلاقاً شاملاً أيام الجمعة والسبت والأحد. وحتى اليوم، سجّل العراق رسمياً أكثر من 703 آلاف إصابة، بينها 13458 وفاة.

إلى اليابان، حيث قالت وزارة الصحة، الثلاثاء، إن سيدة في الستينات توفيت إثر إصابتها بنزيف في المخ بعد ثلاثة أيام من تلقيها لقاح “فايزر”، مضيفةً أنه قد لا تكون هناك صلة بين الأمرين.

وذكرت الوزارة أن المرأة تلقت التطعيم الجمعة، ثم اشتبه الأطباء في تعرّضها لنزيف في المخ الاثنين. وأضافت أنها أول وفاة مسجلة في اليابان بعد التطعيم.

ونقلت الوزارة عن توموهيرو موريو، وهو طبيب يقدّم استشارات للحكومة، قوله “نزيف المخ الذي يشتبه في أنه سبب الوفاة يشيع نسبياً في الأربعينات إلى الستينات من العمر، وفي هذه الحالة واستناداً إلى أمثلة في الخارج، لا يبدو أن ثمة صلة بين نزيف المخ ولقاح كورونا”. وأضاف، “قد تكون مصادفة، لكن هناك حاجة لجمع المزيد من المعلومات وإجراء تقييم في مجموعات عمل مرتقبة”.

ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين من شركة “فايزر” في اليابان للتعقيب.

لقاحا “فايزر” و”أسترازينيكا” أظهرا “فعالية عالية” لدى كبار السن

وفي سياق متّصل، أظهرت بيانات رسمية أن لقاحي “فايزر-بيونتيك” و”أكسفورد-أسترازينيكا” أثبتا “فعالية عالية” في خفض العدوى بفيروس كورونا وعوارض المرض الشديد لدى كبار السن في بريطانيا، مع تراجع عدد الحالات التي تتطلب النقل إلى المستشفى بأكثر من 80 في المئة.

ولدى شريحة الأشخاص فوق 80 سنة، أظهرت جرعة واحدة من أي من اللقاحين فعالية بأكثر من 80 في المئة في تجنّب العلاج في المستشفى، بعد حوالى ثلاثة إلى أربعة أسابيع على تلقي الحقنة، بحسب دراسة واقعية لهيئة الصحة العامة لإنجلترا، دأبت على جمع معطيات منذ يناير (كانون الثاني).

وتأتي الدراسة في وقت تدرس فرنسا وألمانيا التراجع عن قرار رفض الترخيص للقاح “أسترازينيكا” للأشخاص فوق 65 سنة، وسط مخاوف تتعلق بفعاليته. ورحّب وزير الصحة البريطاني مات هانكوك بالدراسة الجديدة واعتبرها تحمل “أخباراً جيدة للغاية”. وقال، “تظهر المعطيات التفصيلية أن الحماية من كوفيد بعد 35 يوماً على إعطاء جرعة أولى، هي أفضل بقليل للقاح أكسفورد مقارنة بلقاح فايزر”. وأضاف “اللقاحان فعالان بدرجة عالية في خفض عدوى كوفيد-19 لدى الأشخاص بسن 70 سنة وما فوق”.

ويقدم لقاح “فايزر” الحماية من التقاط العدوى بنسبة تتراوح بين 57 و61 في المئة بعد إعطاء الجرعة الأولى، فيما يوفر “أسترازينيكا” حماية تتراوح بين 60 و73 في المئة، بحسب الدراسة.

خفض العدوى

وقالت رئيسة برنامج التطعيم في هيئة الصحة العامة لإنجلترا، ماري رامزي، إن هذا “يضاف إلى الأدلة المتزايدة التي تظهر أن اللقاحات تنجح في خفض العدوى وإنقاذ الأرواح”. وتابعت، “من المهم أن نتذكر أن الحماية ليست تامة ولا نعلم بعد قدرة هذه اللقاحات على خفض مخاطر نقل المصاب بكوفيد-19 العدوى إلى آخرين”.

وأعطت بريطانيا جرعة أولى من أحد اللقاحات لأكثر من 20 مليون شخص في إطار حملة واسعة تعتبر ضرورية للحد من الوباء الذي أودى حتى الآن بقرابة 123 ألف شخص.

وتراجع عدد حالات الدخول إلى وحدات العناية المركزة للأشخاص فوق 80 سنة في بريطانيا، إلى ما دون الـ 10 في الأسبوعين الماضيين، بحسب هانكوك. وستبدأ البلاد الأسبوع المقبل المرحلة الثالثة من تخفيف تدابير الإغلاق، في إطار خطة للعودة إلى حياة طبيعية بنهاية يونيو (حزيران).

ازدياد الاقتناع بتلقي لقاحات كورونا

ويزداد اقتناع المواطنين بتلقي اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في العديد من البلدان مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة وحتى فرنسا التي تضم عدداً كبيراً من المتشككين، وفقاً لدراسة دولية نشرتها مجموعة “كيكست سي أن سي”.  

وأظهرت الدراسة التي أجريت في ستة بلدان (فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا واليابان والولايات المتحدة والسويد) اتجاهاً تصاعدياً واضحاً في هذا الشأن مقارنة بما كان عليه الوضع نهاية عام 2020.

وفي فرنسا، قال 59 في المئة من المشاركين في الاستطلاع إنهم مستعدون لتلقي لقاح أو تلقوه مقابل 40 في المئة فقط في ديسمبر الماضي. وكانت الزيادة أكثر وضوحاً في السويد حيث أيد 76 في المئة من المستطلعين الحصول على اللقاح في مقابل 51 في المئة في سبتمبر (أيلول) 2020. وكانت نسبة الأشخاص المؤيدين لتلقي اللقاح في المملكة المتحدة هي الأعلى وبلغت 89 في المئة مقارنة بنسبة 65 في المئة في سبتمبر الماضي.

وفي معظم البلدان التي شملها الاستطلاع، يريد غالبية المشاركين في الاستطلاع الحفاظ على القيود الصحية من أجل حماية السكان قبل الاقتصاد. وعلى سبيل المثال، يفضل ستة من كل 10 بريطانيين الحد من انتشار الفيروس مقابل الحفاظ على الاقتصاد. وبلغت هذه النسبة 50 في المئة في اليابان و47 في المئة في كل من ألمانيا والسويد و38 في فرنسا حيث، بخلاف الدول الأخرى، يفضل مواطنوها عودة النشاط الاقتصادي على الحد من انتشار الوباء.

استراتيجية الجرعتين

وعلى خط اللقاحات أيضاً، أبلغ أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، صحيفة “واشنطن بوست”، بأنه لا بدّ لواشنطن الالتزام باستراتيجية الجرعتين من لقاحي “فايزر- بيونتيك” و”مودرنا” للوقاية من فيروس كورونا، وقال إن تأجيل جرعة ثانية من أجل تطعيم مزيد من الأميركيين ينطوي على مخاطر.

وحذّر من أن التحول إلى استراتيجية الجرعة الواحدة قد يحدّ من مدى وقاية المواطنين من الفيروس ويمكّن من انتشار سلالاته الجديدة الأكثر قدرة على العدوى وربما يزيد شكوك الأميركيين المترددين بالفعل من أخذ اللقاح.

وكان فاوتشي قال إنه يشجع على قبول أي من اللقاحات الثلاثة المتاحة، ومنها “جونسون آند جونسون” الذي نال الموافقة في الآونة الأخيرة.

النمسا والدنمارك تخالفان الاتحاد الأوروبي

خرجت النمسا والدنمارك عن الصف في الاتحاد الأوروبي لتكوين تحالف مع إسرائيل لإنتاج الجيل الثاني من اللقاحات التي تستهدف طفرات فيروس كورونا، وذلك لاستيائهما من بطء توزيع اللقاحات في دول الاتحاد.

وقال المستشار النمساوي، سيباستيان كورتس، إنه على الرغم من صحة مبدأ قيام الاتحاد الأوروبي بشراء اللقاحات للدول الأعضاء، فإن وكالة الأدوية الأوروبية تباطأت بشدة في اعتمادها وانتقد اختناقات التوريد لدى شركات الأدوية. وأضاف في بيان الثلاثاء، “من ثم فإن علينا أن نتأهّب لطفرات أخرى (للفيروس) وينبغي ألا نعتمد بعد الآن على الاتحاد الأوروبي وحده في إنتاج لقاحات الجيل الثاني”.

كما انتقدت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميت فريدريكسن، برنامج اللقاحات في الاتحاد الأوروبي. وقالت للصحافيين الاثنين، “لا أعتقد أنه يمكن أن يصمد وحده. لأننا نحتاج لزيادة الطاقة الاستيعابية. ولذا فمن حظنا الآن البدء في شراكة مع إسرائيل”.

ومن المقرر أن يسافر كورتس وفريدريكسن إلى إسرائيل هذا الأسبوع للاطلاع عن كثب عن برنامج التطعيم الإسرائيلي. وقد لجأ عدد متنام من دول الاتحاد الأوروبي إلى طلب جرعات من روسيا والصين، على الرغم من أن وكالة الأدوية الأوروبية لم تبت في سلامتها وفعاليتها حتى الآن.

ميركل تقترح تخفيف بعض القيود

في ألمانيا، اقترحت المستشارة أنجيلا ميركل السماح بمزيد من التواصل بين العائلات اعتباراً من الأسبوع المقبل، في إطار خطط لتخفيف تدريجي للقيود المرتبطة بفيروس كورونا في البلد الذي أنهكته الجائحة، بحسب مسودة اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء.

وسيُسمح مجدداً بالاجتماعات الخاصة بين عائلتين على ألا تتعدى خمسة بالغين، “اعتباراً من الثامن من مارس” بحسب الوثيقة. وتقترح أيضاً إعادة فتح محلات بيع الزهور والمكتبات والحدائق قريباً. ولم يحصل النص على موافقة مسؤولي المقاطعات الألمانية الـ16، ومن المقرّر أن يجروا محادثات مع ميركل الأربعاء.

وأظهرت بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية في ألمانيا تسجيل 3943 إصابة جديدة ليصل إجمالي حالات الإصابة في البلاد إلى مليونين و451011. وارتفع عدد الوفيات بواقع 358 إلى 70463 وفاة.

تخفيف القيود في تركيا

فتحت المطاعم أبوابها في تركيا وعاد العديد من الأطفال للمدارسا الثلاثاء، بعد أن أعلنت الحكومة خطوات لتخفيف القيود المفروضة لاحتواء كوفيد-19 على الرغم من ارتفاع الإصابات ممّا أثار قلق الأطباء.

ورفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الاثنين، إجراءات العزل العام خلال العطلات الأسبوعية بالمدن ذات الخطورة المنخفضة والمتوسطة، وستقتصر القيود على يوم الأحد فقط في المدن التي تعدّ الخطورة فيها أكبر، وذلك بموجب ما وصفها أردوغان بأنها “عودة منضبطة للوضع الطبيعي”.

وكان أصحاب المقاهي والمطاعم، الذين اقتصر عملهم في أغلب أوقات العام الماضي على خدمات الوجبات السريعة، يحثون منذ فترة طويلة على عودة خدمة تقديم الأطعمة والمشروبات بالداخل بعد أن تراجعت عائدات القطاع 65 في المئة. كما يرغبون في تخفيف أعباء ديونهم المتراكمة والإعفاء من مدفوعات التأمينات الاجتماعية والضرائب.

لكن تخفيف القيود يأتي على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات اليومية إلى 9891 الاثنين، وهو أعلى مستوى منذ 11 يناير. وكانت الإصابات اليومية عند مستوى ستة آلاف في أواخر يناير.

وقالت جمعية المسعفين التركية على “تويتر”، “عدد الإصابات بالسلالات المتحورة من الفيروس يزيد بدرجة كبيرة. لا نرى الظروف تسمح بالعودة للحياة الطبيعية السابقة”. وأضافت، “يجب ألا تطغى المصالح السياسية والاقتصادية على حياة الإنسان والعلم”.

طوكيو تطالب الصين بإنهاء الفحوص الشرجية

وفي خطوة لافتة، طلبت اليابان من الصين تجنب استخدام مسحات شرجية لفحص مواطنيها للكشف عن فيروس كورونا قائلة إن هذه الطريقة أثارت شكاوى من “ضغط نفسي”.

ويأتي تدخل طوكيو بعد تقارير تفيد بأن دبلوماسيين أميركيين في الصين اشتكوا من إخضاعهم لفحوص شرجية، وهو ادعاء نفته بكين.

وقالت الصين التي سيطرت على انتشار الفيروس إلى حد كبير محلياً، الشهر الماضي، إن المسحات الشرجية قد تكون أكثر فاعلية من مسحات الحلق والأنف العادية، إذ يمكن أن يبقى الفيروس مدة أطول في الجهاز الهضمي.

لكن الناطق باسم الحكومة اليابانية، كاتسونوبو كاتو، قال إن طوكيو تقدمت بطلب رسمي عبر سفارتها لدى بكين لإعفاء القادمين من البلاد من الفحوص الشرجية. وأضاف “طلبت سفارتنا استبعاد المواطنين اليابانيين من فحوص المسحات الشرجية، إذ أعرب بعض المغتربين اليابانيين، عن تعرضهم لضغط نفسي هائل”. وقال “في هذه المرحلة لم نتلقَ رداً بأنهم سيستجيبون لطلبنا، وسنواصل الضغط”، مشيراً إلى عدم وجود معلومات عن استخدام أي دولة أخرى هذه الطريقة.

ورداً على سؤال عن الشكوى، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ونبين، إن أساليب الاختبار التي تتبعها بكين “تستند إلى العلم، وتتماشى مع التغيرات في الوضع الوبائي”.

توصية بعدم استخدام “هيدروكسي كلوروكين” للوقاية من كورونا

وعلى صعيد العلاج، أوصت لجنة خبراء بمنظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، بعدم استخدام عقار “هيدروكسي كلوروكين” للوقاية من فيروس كورونا، وقالت إن ليس له أثر كبير على المصابين بالفعل.

وقال فريق خبراء مجموعة تطوير المبادئ التوجيهية بمنظمة الصحة في المجلة الطبية البريطانية، إنه ينبغي عدم استخدام “هيدروكسي كلوروكين” المضاد للالتهابات في مكافحة الجائحة، وإنه “لا يستحق” عناء البحث في مزيد من الدراسات بخصوص العلاجات المحتملة لكوفيد-19.

وقال الخبراء إن هذه “التوصية القوية” تستند إلى أدلة على درجة عالية من اليقين توصلوا إليها من خلال ست تجارب عشوائية شملت أكثر من ستة آلاف مشارك ممن يُعرف بتعرضهم لكوفيد-19 ومن لا يُعرف بتعرضهم له.

وقال خبراء منظمة الصحة العالمية، “اللجنة تعتبر أن هذا العقار لم يعد من أوليات البحث وأن الموارد يجب أن توجه بدلاً من ذلك لتقييم عقاقير أخرى واعدة للوقاية من كوفيد-19”.