فصائل فلسطينية ترفض اتجاه “فتح” و”حماس” لتقسم السلطة


بعضها يسعى لإنهاء تسلط الحركتين واتفاق أوسلو

خليل موسى مراسل

تبدو حركتا “حماس” و”فتح” متجهتين إلى متابعة تنفيذ اتفاقهما لتشكيل “جبهة وطنية” تكون الانتخابات محطتها الرئيسة، على أن يتوج ذلك بتشكيل حكومة وحدة وطنية، ودخول “حماس” في منظمة التحرير التي يُجمع الفلسطينيون على اعتبارها ممثلهم الشرعي الوحيد.

ومع أن “فتح” لم تحسم قرارها الرسمي بالدخول في قائمة انتخابية مشتركة مع “حماس”، لكنها ستبدأ خلال الأيام المقبلة مشاورات مع الفصائل الأخرى، بما فيها “حماس”، لتشكيل قائمة على قاعدة “إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وحل مشكلة اللاجئين، مع تفعيل المقاومة السلمية”.

وقد بادرت “حماس” إلى اقتراح تشكيل قائمة انتخابية واحدة مع “فتح” ومن يرغب من الفصائل الفلسطينية، بهدف دخولها النظام السياسي الفلسطيني، من بوابة منظمة التحرير، وتخطي الفيتو الإسرائيلي الدولي على دخولها السلطة الفلسطينية.

وفيما لم تحسم “فتح” خيار الانضمام إلى قائمة واحدة مع “حماس”، رفضت فصائل منظمة التحرير الدخول في القائمة، في محاولة لكسر الثنائية في النظام السياسي الفلسطيني، “وكي لا يكون أبطال الانقسام هم أنفسهم أبطال الاتفاق”، بحسب الأمين العام لـ”حزب الشعب” بسام الصالحي.

وفي حين تشارك “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” في الانتخابات التشريعية المقررة في مايو (أيار) المقبل بهدف “إلغاء اتفاق أوسلو وكسر الهيمنة الفردية على النظام السياسي”، فإن “حزب الشعب” يدعو إلى “تشكيل كتلة شعبية وازنة مركزها قوى اليسار”.

استطلاع

هذا وأظهر استطلاع للرأي أجري قبل شهرين أن “فتح” ستحصل على 38 في المئة من مقاعد المجلس التشريعي، فيما ستحصل “حماس” على 34 في المئة، والقوائم الأخرى على 10 في المئة، في ظل عدم حسم 19 في المئة لمن سيصوتون.

هذا وتستمرر المساعي والمشاورات داخل “فتح” لتشكيل قائمة ترضى عنها صفوف الحركة.

وقال أمين سر اللجنة المركزية لـ”فتح” جبريل الرجوب، لـ”اندبندنت عربية”، إن قيادة الحركة “تنتظر معرفة كيف ستتطور الأمور بين أقطابها لتشكيل قائمة موحدة بمعايير واضحة”.

وتشير تصريحات الرجوب إلى المشاورات المكثفة مع القيادي في الحركة المعتقل لدى إسرائيل، مروان البرغوثي، الذي يطالب بقائمة معبرة عن “فتح” وتستطيع الفوز في الانتخابات، بالإضافة إلى سعي القيادي في “فتح” ناصر القدوة إلى تشكيل “قائمة وطنية موسعة” تضم الساخطين على الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأضاف الرجوب أن قيادة الحركة ستبدأ خلال الأيام المقبلة مشاورات مع جميع الفصائل بلا استئناء “لتشكيل  جبهة وطنية واسعة لإنهاء الانقسام، وبناء شراكة وطنية واسعة لمقاومة الاحتلال، وتطوير مكونات النظام السياسي الفلسطيني من خلال الانتخابات”.

فرصة

وتمنح الأيام العشرين المتبقية لفتح باب الترشح للانتخابات في 20 مارس (آذار) المقبل، الفرصة للفصائل الفلسطينية لحسم مواقفها من التحالف في قوائم انتخابية موحدة، أو تشكيل قوائم منفصلة. وتعطي الفرصة لحركة “فتح” لحسم موقفها في ظل رغبة الرئيس عباس بتقديم قائمة واحدة عن الحركة، ورغبة عديد من أقطاب الحركة بتشكيل قوائم منفصلة.

وأكد عضو المكتب السياسي لـ”حماس” موسى أبو مرزوق أن حركته هي صاحبة المباردة لتشكيل قائمة انتخابية مع فتح ومن يرغب بذلك، بهدف “تجاوز الفيتو الإسرائيلي على بعض الشخصيات الفلسطينية، وتخطي منع إسرائيل الانتخابات في القدس”، مضيفاً أن حركته “منفتحة على جميع الخيارات”.

وألمح أبو مرزوق إلى أن المجتمع الدولي لن يرفض التعامل مع “حماس”، كما حصل في العام 2006، مشيراً إلى أنه “لا يمكن عزل الحركة في ظل رغبة الجميع محلياً وإقليمياً ودولياً بتجديد الشرعيات الفلسطينية”.

لكن القيادي في “الجبهة الشعبية” عمر شحادة رفض فكرة التحالف مع حركتي “فتح” و”حماس”، مضيفاً أن الجبهة “ستناضل لإنهاء تسلط حكومتي “حماس” و”فتح” في غزة والضفة الغربية، ومحاربة الفساد والهيمنة على القرار الفلسطيني، وبهدف إنهاء المرحلة الانتقالية لاتفاق أوسلو”.