10 آلاف كرسي وضعت في الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي إيذاناً باكتمال التحضيرات لأكبر تجمّع شعبي مؤيّد لطرح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حول عقد مؤتمر دولي من أجل إنقاذ لبنان وإعلان حياده عن الأزمات. وستكون هناك كلمة للراعي أمام المحتشدين الذين يمثّلون فئة كبيرة من المجتمع المدني ومن ثوار 17 تشرين/أكتوبر على اختلاف تلاوينهم الطائفية والمذهبية إضافة إلى مناصرين من الأحزاب المسيحية وخصوصاً من حزبي القوات اللبنانية والكتائب، فيما جمهور التيار الوطني الحر مستنكف عن المشاركة اعتراضاً على فكرة التدويل وتناغماً مع الحليف حزب الله.
وفيما يترقّب البعض كيف سيكون أداء القوى الأمنية والعسكرية حيال هذا التجمّع وإذا كان الجيش اللبناني سينصاع لأوامر السلطة بالتضييق على هذا التحرّك أم لا، أوضح المسؤول الإعلامي في بكركي وليد غياض أن “بكركي بيت الجميع وهذا التحرك ليس سياسيًّا ويجب ألا يكون سياسيًّا أو أن يتوجه ضدّ أحد إنّما هو لتأييد البطريرك بطروحاته الوطنيّة التي لا تستهدف أحداً”.
وأكد نائب كسروان فريد هيكل الخازن “الوقوف إلى جانب بكركي بوصفها الدرع الوطنيّ الأوّل لسيادة لبنان ووحدته وتنوّعه، خصوصاً في هذه اللحظة المصيريّة التي يتعاطى معها البطريرك بمسؤوليّة وحكمة واعياً ومُدركاً تماماً لخارطة الطريق الأصحّ لانتشال لبنان من القعر الذي وصل إليه”. ونقل الخازن عن البطريرك تأييده لـ”ثلاثيّة ذهبيّة لن يتراجع عنها، وهي “الطائف، الدستور والميثاق الوطني”، وهو الأمر الذي أبلغه للقوى السياسيّة التي زارته في الأيّام الأخيرة”، مؤكداً “أننا حرّاس بكركي تاريخياً، كما سنكون اليوم في السراء والضراء”.
وبعد الإحراج الذي تسبّبت به رسالة رئيس التيار البرتقالي إلى الفاتيكان متجاوزاً البطريرك الراعي، عاد التيار ليستدرك الأمر وليشرح لبكركي بأن الرسالة لا تستهدف البطريرك ولا طروحاته حول الحياد والمؤتمر الدولي. وبعد اتهامه بـ “القوطبة” على الراعي، سلّم النائب سيزار أبي خليل باسم التيار البطريرك نسخة عن الرسالة التي وجهها “التيار”إلى قداسة البابا فرنسيس عبر السفارة البابوية في لبنان لإزالة كل التباس.
إلا أن جمهور التيار بمعظمه بقي يغرّد ضد بكركي معرباً عن اعتقاده أن البطريرك بات يستقطب الاهتمام والانتباه كمرجعية وطنية ومسيحية على حساب رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا. وتفادياً لاستمرار الانتقادات التي يطلقها عونيون على مواقع التواصل ضد الصرح صدر نوع من التعميم عن قيادة التيار دعا فيه المناصرين إلى الامتناع عن التعرّض لبكركي أو تناولها بأي كلمة سوء وعدم التعليق على التظاهرة التي ستشهدها السبت وعدم الوقوع في فخ إيجاد شرخ بين التيار وبكركي.
تزامناً، سخر رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانية” ريشار قيومجيان من أداء التيار الحر ومن إعلان أحد قيادييه الوزير السابق بيار رفول الانتماء إلى محور الممانعة، وقال عبر “تويتر” إن“من يريد حماية مسيحيي لبنان والشرق، يقف مع البطريرك ولا يقوطب عليه هنا وهناك.
لا يفخر بانتمائه لمحور إيران، لا يستسلم لسلاح حزب الله وثلاثيته الخشبية، لا يتوسّل حماية بشّار
ولا يرفض الحياد والمؤتمر الدولي وحكومة مستقلين. كفاكم رقصاً على قبر الدولة ولعباً على حبال الخبث”.