جدل في ذكرى الوحدة المصرية- السورية.. هل كان في الإمكان أبدع مما كان؟ حجازي مهاجما عبد الناصر: ألغى اسم مصر.. أسامة الغزالي حرب: عمل عاطفي بامتياز ولا شيء اسمه القومية العربية..
أثارت الذكرى الثالثة والستون لقيام الوحدة المصرية السورية- تحل اليوم 22 فبراير- جراح الماضي وسط اختلاف بالتي هي أحسن تارة، وتراشق الاتهامات تارة أخرى.
الجمهورية العربية المتحدة هو الاسم الرسمي للكيان السياسي المتشكل إثر الوحدة بين جمهوريتي مصر وسوريا، اللتين أعلنتا الوحدة في 22 فبراير / شباط 1958 بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة من قبل الرئيسين السوري شكري القوتلي والمصري جمال عبد الناصر اختير عبد الناصر رئيسًا والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة.
وفي عام 1960 تم توحيد برلماني البلدين في مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة في القاهرة أيضًا. أنهيت الوحدة بانقلاب عسكري في
دمشق يوم 28 سبتمبر / أيلول 1961، وأعلنت سورية عن قيام الجمهورية العربية السورية، بينما احتفظت مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1971 عندما سميت باسمها الحالي جمهورية مصر العربية.
ألغى اسم مصر !!
الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي هاجم الرئيس عبد الناصر مجددا في ذكرى الوحدة، ونال منه، مشيرا إلى أن عبد الناصر ألغى اسم مصر، وجلب اسما جديدا ما أنزل الله به من سلطان.
عمل عاطفي!!
د.أسامة الغزالي حرب قال إن تجربة الوحدة المصرية السورية كانت عملا عاطفيا بامتياز، غذتها الشعبية الجارفة لجمال عبد الناصر ذي الشخصية الكاريزمية الفذة، ولكنها افتقدت المقومات الصلبة والصعبة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، المفترض توافرها لأى عملية اندماج جادة بين بلدين.
وأضاف حرب أنه تم اكتشاف – بعد أن تحطمت التجربة بعد نحو ثلاث سنوات ونصف السنة – أن الوحدة أعمق وأخطر بكثير من أغانى الوحدة الجميلة التى لاتزال تحتفظ برونقها للآن، ومن الشاورما السورية التى لم تغادر مصر بعد الانفصال.
وقال حرب إنه تيقن أنه لاشىء اسمه القومية العربية، ولا الأمة العربية،مشيرا إلى أن هناك فقط عروبة، ومشاعر عروبية… وهناك إمكانات لعمل عربي مشترك مدروس وجاد.
حدث تاريخي فريد
من جهته قال د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية إن الوحدة المصرية السورية كانت حدثا تاريخيا فريدا وملهما في التاريخ العربي الحديث، وكانت لها اصداؤها القومية والدولية المدوية في كل مكان.
وأضاف مقلد أنه إنصافا للحقيقة التاريخية ، فان الرئيس عبد الناصر لم يكن هو المبادر الي مشروع الوحدة بين مصر وسورية، وانما تمت هذه الوحدة تحت إلحاح قادة حزب البعث العربي السوري لمنع سقوط سورية في قبضة الشيوعيين، ورأوا في وحدة البلدين حبل الإنقاذ لهذا البلد العربي الذي لا بديل له.
و تابع مقلد: “وقد اعترف الرئيس عبد الناصر هو نفسه بذلك خلال مباحثات الوحدة الثلاثية التي جرت بين مصر وسوريا والعراق في عام ١٩٦٣ بعد الانفصال…. المهم هو ان قيام دولة الوحدة اعقبها الرد الفوري عليها من قبل رئيس وزراء العراق نوري السعيد وملك الاردن حسين بن طلال ، باقامة ما اسموه بالاتحاد العربي، الذي كان دافعهم اليه تخوفهم من تعاظم دور الرئيس عبد الناصر وما يحمله هذا المد الناصري من تهديد خطير ومباشر لسلامة نظامي الحكم في بلديهما”.
وتابع مقلد: “ثم يندفع مسار الاحداث الفارقة في عام 1958 التاريخي بقيام ثورة 14 تموز يوليو في العراق التي قادها الزعيم الركن عبدالكريم قاسم ومعه زميله عبدالسلام عارف ، وثلة متنوعة الولاءات والخلفيات السياسية من الضباط القوميين والناصريين والبعثيين والشيوعيين، وكان الرئيس عبد الناصر وقتها في زيارة رسمية ليوغسلافيا التي قطعها علي الفور عائدا علي ظهر اليخت الحرية ، واثناء عودته طلب من وزير خارجيته الدكتور محمود فوزي ، نصيحته بشأن ما يجب ان يكون عليه قراره او رد فعله من ثورة العراق فور عودته الي القاهرة، واضعا في الاعتبار ان العراق كان المقر الرئيسي لحلف بغداد، وان الغرب قد يتدخل عسكريا لقمع الثورة العراقية التي اعلنت تاييدها لدولة الوحدة المصرية السورية، ورفضها لحلف بغداد، واعلان الاتحاد السوفيتي عن دعمه وتاييده لها”.
هل يمكن استلهام التجربة؟
السؤال الآن: هل يمكن استلهام تجربة الوحدة المصرية السورية الآن على مستوى الدول العربية والإسلامية؟