“كوكا كولا” تختبر في أوروبا عبوات من الورق لمشروباتها

الشركة تسعى إلى تصفير إنتاجها من النفايات البلاستيكية بحلول عام 2030 للحفاظ على البيئة

 هاري كوبيرن

أعلنت شركة “كوكا كولا” التي أطلق عليها الباحثون (أخيراً) صفة أسوأ شركة ملوّثة للبيئة في العالم من خلال عبواتها البلاستيكية، عن إطلاق تجربةٍ محدودة على عبوات جديدة لمشروباتها مصنوعة من الورق، من شأنها أن تسهم إلى حد كبير في خفض كمية النفايات التي تنتجها الشركة، في حال تم اعتماد هذه العبوات على نطاق واسع.

وكانت الشركة التي تُعدّ عملاقاً في مجال صناعة المشروبات الغازية، قد حددت هدفاً بعيد الأمد يتمثّل في وضع حد للنفايات البلاستيكية ضمن منتجاتها والتخلص منها بالكامل.

النموذج الأولي الجديد للعبوة الورقية، الذي تُجرى تجربته في دولة المجر لأحد منتجات شركة “كوكا كولا” المعروف بـ”أديز”AdeZ ، يمتاز بغلاف خارجي قوّي من الورق، وبغطاء من البلاستيك، وببطانة بلاستيكية دقيقة مصنعة من مادة “بولي إيثيلين تيريفثاليت” Polyethylene Terephthalate التي يمكن إعادة تدويرها.

 وأوضحت شركة كوكا كولا أن الهدف النهائي للمشروع يكمن في تطوير عبوة خالية تماماً من البطانة البلاستيكية، وقابلة لإعادة التدوير على أساس تصنيفها كمنتج ورقي.

وكان بحث أجرته مؤسسة “تشاينجينغ ماركتس فاونديشن” Changing Markets Foundation (تقوم بحملات هدفها الانتقال إلى الحلول البيئية المستدامة) وتم نشره في سبتمبر (أيلول) الماضي، قد أشار إلى أن “كوكا كولا” تتصدر قائمة الشركات المسؤولة عن أكبر تلوث بلاستيكي في العالم، مع بصمة بلاستيكية تبلغ نحو 2.9 مليون طن سنوياً.  

لكن الشركة تعهدت بأن تقوم خلال السنوات التسع المقبلة، بجمع 100 في المئة من الزجاجات والعبوات التي تبيعها في الأسواق، لإعادة تدويرها، في وقت تعمل على تقليص إنتاجها من النفايات إلى الصفر.

وأعلنت الأسبوع الماضي أنه تم للمرة الأولى طرح عبوات (لمشروبات الشركة صنعت) من البلاستيك الذي أعيد تدويره بنسبة 100 في المئة في بعض أنحاء الولايات المتحدة.

النموذج الأولي الجديد للعبوة الورقية يتم تطويره ضمن شراكة بين “كوكا كولا” و”ذا بايبر بوتل كومباني” The Paper Bottle Company (Paboco)، وهي شركة دنماركية ناشئة تعمل بالتعاون مع صانع الجعة الدنماركي “كارلسبرغ” Carlsberg، وشركة منتجات التجميل الفرنسية “لوريال” L’Oréal، وشركة “أبسولوت” Absolut السويدية لإنتاج المشروبات الروحية.

مديرة سلسلة التوريد الفنية والابتكار في شركة “كوكا كولا” في أوروبا Coca Cola Europe، دانييلا زاهارية علقت على هذه التجربة التي تم الإعلان عنها بالقول: “إنها تشكل علامة فارقة بالنسبة إلينا في سعينا إلى تطوير عبوة ورقية”.

وأضافت: “يتوقع الناس أن تطور شركة كوكا كولا وتطرح أنواعاً جديدة ومبتكرة ومستدامة من العبوات في السوق. ولهذا السبب، قررنا أن نتعاون مع خبراء مثل “بابوكو”، لإجراء تجارب مفتوحة، وإطلاق هذه التجربة الأولى في السوق”.

أما تيم سيلبرمان، مدير مشاريع والمسؤول عن تطوير المنتجات في شركة “بابوكو” فقال: “يسرنا للغاية أن نتعاون مع شركة كوكا كولا لإبراز الإمكانات الرائعة التي تنطوي عليها المنتجات الورقية، لا سيما في مجال التصميم الجديد الذي يمتاز بتركيبة فريدة”.

وأضاف: “إن تخفيف الوزن البلاستيكي للحاجز الخارجي مع الحفاظ على فتحة واسعة للعبوة، شكّلا تحدياً  صعباً، لكنني أتطلع بحماسة للتعلّم من خلاصة اختبارات خطوط التعبئة للمنتج وتعليقات المستهلكين النهائيين عليه، التي ستضطلع بدور رئيسي في المضي قدماً نحو تحقيق هدفنا”.

يشار إلى أنه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، صُنّفت شركة “كوكا كولا” على أنها الملوث البلاستيكي الأول في العالم، من قبل حركة “بريك فري فروم بلاستيك” Break Free From Plastic أو (تحرروا من البلاستيك)، وذلك للسنة الثالثة على التوالي. واستندت الحركة في ذلك إلى تقريرها السنوي عن النفايات البلاستيكية في العالم، بعدما تبين أن عبوات “كوكا كولا” المرمية على ضفاف الشواطئ والأنهار وفي المتنزهات والمجتمعات السكنية في مختلف دول العالم، كانت الأسوأ والأكثر ضرراً بالبيئة.

وتم تحديد العلامة التجارية لشركة “كوكا كولا” على نحو13834  عبوة من البلاستيك في المواقع التي شملها الاستطلاع، وتحديداً في 51 موقعاً من أصل 55، أي أكثر من إجمالي ما خلفته معاً شركتا “نستله” (8633) و”بيبسي كولا” (5155)، اللتان جاءتا في المرتبة الثانية والثالثة على التوالي، كأسوأ مصدر للتلوث في العالم.  

© The Independent