كاي تي ماكفارلاند، نائب مستشار الأمن القومي السابقة قالت إن ترمب أراد مهاجمة الرئيس السوري بشار الأسد بعد رؤية صور لهجوم بغاز السارين على المدنيين
جوش ماركوس
قالت مستشارة سابقة لدونالد ترمب إن جهوداً بُذِلت لإقناع الأخير بعدم الأمر باغتيال الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافت كاي تي ماكفارلاند التي كانت تشغل منصب نائب مستشار الأمن القومي، إن الرئيس الأميركي السابق، بعد أسابيع من تولّيه الحكم عام 2017، أصرّ على “تصفية” الأسد بعد مشاهدة صور لهجوم بغاز السارين على المدنيين.
وكشفت المستشارة عن ذلك أثناء مقابلة أجريت معها لصالح السلسلة الوثائقية الجديدة الخاصة بهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” وعنوانها “ترمب يغزو العالم” Trump Takes on the World.
وأضافت السيدة ماكفارلاند، وهي مسؤولة سابقة في وزارة الدفاع: “قلت، حسناً يا سيدي الرئيس، لا يمكنك أن تفعل ذلك. قال، لماذا؟ قلت، حسناً، هذا عمل من أعمال الحرب”.
وأضافت: “حدّق ترمب بي، وطوى يديه كما يفعل حين يكون جدياً. أدركتُ أن ما يريد أن يفعله هو معاقبة الأسد بطريقة ما، وعدم السماح له بالإفلات مما جرى”.
وأوردت صحيفة “نيويورك تايمز” أن السيدة ماكفارلاند عُزلت من منصبها بعد بضعة أشهر فقط وسط مخاوف من ميولها الحزبية. وهي الآن معلِّقة في شبكة “فوكس نيوز”.
وانتهى الأمر بترمب بمعاقبة سوريا في شكل غير مباشر. فبعد هجوم شنه وكلاء لإيران أسفر عن مقتل مقاول أمني أميركي في العراق، استهدفت طائرة أميركية من دون طيار القيادي الاستخباري الإيراني قاسم سليماني في 3 يناير (كانون الثاني) 2020 في بغداد. وكان سليماني حليفاً رئيساً للأسد، ويُنسَب إليه الفضل في مدّه بأساليب عنيفة لترسيخ قبضته على البلاد أثناء حربها الأهلية الطويلة.
والواقع أن حلقة “بي بي سي”، التي تُذَاع الأسبوع المقبل، تكشف عن تفاصيل أخرى داخلية حول قرارات إدارة ترمب في مجال السياسة الخارجية.
وفق فيونا هيل، التي عملت في مجلس الأمن القومي، أقنع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السيد ترمب بسحب قواته من سوريا أثناء مكالمة هاتفية أجراها برقمه الشخصي، الأمر الذي سمح لأنقرة وروسيا وتنظيم “داعش” بالحصول على مزيد من النفوذ في المنطقة.
وبعد الإعلان في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 عن سحب القوات، سارع الرئيس إلى عكس المسار.
كذلك سلّط مسؤولون سابقون الضوء على عملية اتخاذ القرار لدى الإدارة الأميركية في التعامل مع الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني (خلال عهد ترمب).
فقد أوردت تقارير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أقنع ترمب بتهميش الفلسطينيين والتركيز على توحيد الدول العربية المتعاطفة ضد عدو مشترك هو إيران.
وقال رون ديرمر، السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، لـ”بي بي سي”: “بذل رئيس الوزراء قصارى جهده لإقناع الرئيس ترمب بوجود إمكانية حقيقية لتحقيق اختراق استراتيجي مع الدول العربية.
“عندما يتخذ القادة الإسرائيليون والعرب الموقف ذاته حين يتعلق الأمر بإيران، يتعيّن على الناس أن يتنبهوا”.
وقال زعماء فلسطينيون إن تعثّر علاقاتهم مع إدارة ترمب كان له سبب آخر: القدس.
فقد أبلغ حسام زملط، رئيس بعثة منظمة التحرير الفلسطينية إلى الولايات المتحدة، “بي بي سي” أن إدارة ترمب تراجعت عن وعد بعدم نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المتنازع عليها، في خطوة رأى البعض أنها إقرار رسمي (بسيادة) إسرائيل على المدينة.
وقال السيد زملط: “كنت أريد فقط أن أتأكد من معرفة جاريد (كوشنر) أن القيام بذلك سيعني أنه لن يرى وجهنا ثانية.
وهذه هي الجملة الأخيرة التي قلتها، سيكون هذا آخر اجتماع بيننا، وكان ذلك آخر اجتماع بيننا”.
وكانت إدارة ترمب ساعدت في تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة والسودان والمغرب والبحرين. وكان البعض في المنطقة قاوموا تطبيع العلاقات مع تل أبيب احتجاجاً على معاملتها للفلسطينيين.
لكن خطط إدارة ترمب للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين التي حظيت بقدر كبير من الدعاية فشلت في حل الصراع الذي طال أمده.
فقد رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بـ”ألف لا” في شأن ما قال إنها كانت ضمانات غير كافية لتحقيق السيادة الفلسطينية.
ولم يردّ ممثلو السيد ترمب على طلب للتعليق من “اندبندنت”.
© The Independent