ترشحه “قد يقلب كل المعادلات ويسبب إحراجاً كبيراً لإسرائيل على الساحة الدولية”
خليل موسى مراسل
تسعى حركة فتح إلى تشكيل قائمة “واحدة موحدة” لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة تلم فيها شتاتها، وتضم تياراتها كافة على تنوعها، في ظل توعّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس باستخدام القوة لمنع تشكيل قوائم محسوبة على الحركة.
وتعمل حركة فتح على تشكيل قائمة انتخابية قادرة على الفوز في الانتخابات التشريعية في مايو (أيار) المقبل، مع استبعاد المسؤولين السابقين والحاليين منها، “ويتم اختيار أعضائها وفق أسس مهنية، تراعي تمثيل المرأة والشباب والمهنيين والأكاديميين”، بحسب قياديين في الحركة.
وبينما ترفض إسرائيل منذ أشهر عدة السماح بزيارة دبلوماسيين أجانب وعرب للقيادي في “فتح” مروان البرغوثي المعتقل لديها منذ نحو 20 سنة، إلا أنها أتاحت لعضو اللجنة المركزية في الحركة حسين الشيخ زياته يوم الخميس 11 فبراير (شباط) الحالي.
وجلس الشيخ إلى البرغوثي في “سجن هداريم” في محاولة لإقناعه بعدم تشكيل قائمة انتخابية مستقلة أو الترشح للانتخابات الرئاسية في مواجهة عباس، حفاظاً على وحدة “فتح” وعدم حصول انشقاقات فيها.
تأييد القائمة الموحدة
ونقل الشيخ عن البرغوثي تأييده تشكيل “قائمة واحدة موحدة لحركة فتح بعيداً عن الإقصاء… يتم اختيارها وفق معايير تكفل أوسع تمثيل لقطاعات وشرائح شعبنا جغرافياً وجيلياً، وتمثل المرأة والشباب والمهنيين والأكاديميين وممثلي القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والمناضلين والأسرى المحررين”.
وشدد البرغوثي على أهمية “التلاحم الوطني والفتحاوي والعلو فوق الجراح والمصالح الفئوية والأنانية”، داعياً “إلى أوسع مشاركة في الانتخابات باعتبارها خطوة مهمة على طريق إنهاء الانقسام، وحجر الزاوية في إعادة بناء وتطوير النظام السياسي الفلسطيني على أساس ديمقراطي تعددي”.
وذكرت مصادر متابِعة إن زيارة الشيخ مبعوثاً من الرئيس عباس إلى البرغوثي لن تكون الأخيرة، وستليها لقاءات أخرى بهدف “بلورة صيغة مشتركة تمكن حركة فتح من تشكيل قائمة موحدة قادرة الفوز وتمثل كل شرائح حركة فتح”.
وأشارت تلك المصادر إلى وجود اجتهادات متفاوتة في صفوف حركة فتح لتشكيل قائمة انتخابية “مقعنة، وقادرة على الفوز”.
ضرورة التنسيق
وأرجع أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب في حوار مع “اندبندنت عربية” سبب الزيارة إلى ضرورة التنسيق مع البرغوثي، العضو في اللجنة المركزية لحركة فتح “بشأن التحضير للانتخابات، وتشكيل قائمة موحّدة بمعايير واضحة قادرة على إقناع الفلسطينيين”.
واعتبر حاتم عبد القادر القيادي في “حركة فتح” وأحد المقربين من البرغوثي أن الأخير يُفضّل قائمة موحد لحركة فتح، شرط أن “تضم شخصيات مشهود لها بالكفاءة والسمعة الطيبة وتستطيع أن تحظى بثقة الشعب الفلسطيني”.
الترشح للرئاسة
على الرغم من أن عبد القادر شدد على أن البرغوثي لا يعتزم الترشح للانتخابات التشريعية كما حصل في عام 2006، لكنه أشار إلى تشكيل المقربين منه قائمة مستقلة عن “فتح” إذا لم تلبِ الأخيرة طموحاتهم ومعاييرهم. لكن عبد القادر قال إن البرغوثي يدرس جدياً الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة أواخر يوليو (تموز) المقبل، مشيراً إلى أن ذلك “غير قابل للمساومة أو المقايضة”.
ومن المقرر أن يترأس عباس يوم السبت، اجتماعاً للجنة المركزية لحركة فتح للبحث في التحضير للانتخابات والاطلاع على نتائج زيارة الشيخ، البرغوثي في سجنه.
ورأى رئيس “مركز التقدم للسياسات” محمد مشاركة أن “الرئيس عباس يحاول عبر الشيخ إقناع البرغوثي بعدم الترشح للرئاسة، في مقابل منحه قيادة قائمة الحركة للانتخابات التشريعية، وأن تُترك له حرية تشكيلها، بالإضافة إلى وعد بأن تسعى السلطة الفلسطينية لدى إسرائيل والإدارة الأميركية لإطلاق سراحه”.
وأشار مشارقة إلى أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن ترشح البرغوثي “قد يقلب كل المعادلات ويسبب إحراجاً كبيراً لها على الساحة الدولية، وهي في ذلك تعتمد على استطلاعات داخلية وفلسطينية وغربية أنه سيفوز بالرئاسة من دون منازع”.