كيفية تقوية القلب تُعدّ القوة والشجاعة أمران لا يولدان مع الإنسان، بل هي أشياء تُكتسَب من خلال تجارب الحياة المتعدِّدة، ومن الجدير بالذكر أنَّ بعض المواقف تُساعدكِ على التدرب لتقوية نفسكِ ومعرفة التصرُّف بالمواقف المختلفة، وتحتاج تقوية القلب إلى الكثير من الوقت والمزيد من الصبر على نفسكِ، وقد تجدين نفسكِ تتطرَّقين إلى التفكير الزائد والتردُّد كثيرًا قبل اتخاذ القرارات، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الاعتراف بالخوف اتجاه موضوع معين هو خطوة جيِّدة للقضاء عليه، وذلك لأنَّ معرفة مشاعركِ وتحديدها بدقة يساعدكِ على التعامل مع مشاكلكِ وحلِّها بطرق سليمة وجيِّدة.
ولمعرفة كيفية تقوية قلبكِ اتبعي الخطوات التالية:
1- اعترفي بشعوركِ بالخوف لإدراك الأمر وتقبُّله، وننصحكِ بكتابة بعض الأمور التي تشعرين بالخوف منها على ورقة لتحديدها، دون أن تحصري تفكيركِ بها فقط، لأنَّ التفكير وحده دون عمل لا يُفيدكِ أبدًا.
2- ابحثي عن الأشخاص الأقوياء لمراقبتهم ومعرفة طرق تعاملهم مع المواقف، واستخدمي هؤلاء الأشخاص كمصدر للطاقة للتغلُّب على خوفكِ وتقوية قلبكِ، أي بمعنى آخر جدي لنفسكِ قدوةً.
3- اسألي نفسكِ عن سبب الأفكار التي تولِّد الخوف لديكِ، وكيف تشعرين عندما تخافين، وكيف يجب أن تبدئي بالتصرُّف عند شعوركِ بالخوف، وحاولي مراقبة نفسكِ لمعرفة الأمور التي تجعلكِ تشعرين بالخوف.
4- هيئي نفسكِ بالاستعداد التام والدائم لمواجهة المشاكل والمخاطر والألم المحتمل حدوثه في أيِّ وقت، فتلك الخطوة تساعدكِ على تقليص شعوركِ بالخوف عند وقوعهِا ومنع ارتكاب الأخطاء ومحاولة تصليحها، ما يجعلها خطوةً إيجابيةً لتقوية قلبكِ، ويساعدكِ في الحصول على المعلومات الصحيحة لإنشاء السلوك السليم.
5- اشعري بالامتنان بدلًا من شعوركِ بالخوف، وحاربي المشاعر السلبية، وذلك لتحفيز قلبكِ على الشعور بالقوة.
6- استخدمي أسلوب التخيُّل، وذلك عن طريق وضع نفسكِ في موقف مخيف، ثمَّ أنشئي صورةً للخوف في عقلكِ الباطن لتتدرّبي على عدم الشعور بالخوف.
7- سيطري على نفسكِ جيِّدًا، وحرِّري نفسكِ وعقلكِ من طلب الكمال والمثالية، بالسماح لنفسكِ بارتكاب الأخطاء فهذا الأمر يساعدكِ على التعلُّم والنمو ومواجهة الخوف والسيطرة عليه وتقوية قلبكِ بسرعة أكبر.
كيفية إيقاف الشعور بالخوف
يعاني الكثير من الأشخاص من الخوف، وقد يسبِّب لهم هذا الشعور العديد من المشاكل والمصاعب في حياتهم اليومية وعدم القدرة على التعامل مع المواقف والأشخاص كذلك، علمًا أنَّ هناك العديد من الطرق التي تساعدكِ على البدء بالتقليل من شعور الخوف على المدى الطويل، وقد يكون الخوف أمرًا مفيدًا باعتباره وسيلةً للتعامل مع المواقف المخيفة والمتطرِّفة، ومن أهم الخطوات التي قد تساعدكِ على إيقاف شعوركِ بالخوف ما يأتي:
– قيِّمي الوضع فور شعوركِ بالخوف، فقد يكون الخوف أمرًا طبيعيًا كاستجابة طبيعية لتهديد محسوس وهذا يشعر به أي شخص يتعرَّض لتلك المواقف، لذا حدَّدي فيما إذا نتج خوفكِ من تهديد حقيقي أو من تخيُّلات ورَّدات فعل لشيء غير مألوف.
– خذي نفسًا عميقًا واسترخي للحصول على كمية كبيرة من الأكسجين، إذ يساعدكِ على التركيز وإرخاء جسمكِ، وفي هذه الحالة سيعمل جسمكِ وعقلك على عدم التركيز بشعوركِ بالخوف ويستبدل ذلك باستعادة السيطرة على المواقف.
– اكتبي مخاوفكِ عند البدء بالشعور بالخوف، إذ تساعد هذه الخطوة على إخراج مخاوفك على العَلن ومحاولة البدء بالقضاء عليها خطوةً بخطوة.
– هاتفي صديقةً مقرَّبةً إليكِ وتثقين بها، لإخبارها بشعوركِ بالخوف فهذا الأمر يساعدكِ على مواجهة هذا الشعور.
– فكرِّي بتغيير مسارات الخوف المُنشأة في دماغكِ، وللتوقُّف عن الشعور بالخوف تمامًا يجب عليكِ أن تعيدي توصيل عقلكِ بشكل صحيح وسليم عن طريق المرونة العصبية ومعالجة ذكرياتكِ من خلال ممارسة إزالة الخوف.
– حاولي اكتساب ردِّ فعل منفصل اتجاه المواقف المخيفة، ويكون الردُّ المنفصل بتفاعلكِ مع الأمور المخيفة من مكان المراقبة عوضًا عن الردِّ العاطفي، فتجب ممارسة أنماط تفكير معيَّنة تساعدكِ على القضاء على الخوف، كما يجب عليكِ مراقبة نفسكِ من الردِّ المنفصل وردود أفعالكِ الجسدية مثل الارتجاف وخفقان القلب والشعور بالتجمُّد والغثيان والألم الذي يصيب المعدة والبكاء المنفصل، فهذه الأعراض تدلُّ على الشعور بالخوف، ويجب عليكِ التدرُّب المستمرِّ للقضاء عليها تدريجيًّا.
– لا تتجنَّبي مواجهة المواقف التي تخيفكِ، إذ من الممكن أن يزداد الخوف وقد يُمنع جسمكِ من التعوُّد على الشيء الذي يخيفكِ، ويجب التعامل مع الأشياء التي تخيفكِ ومواجهتها حتى يقلَّ الخوف.
كيفية تقوية الشخصية
إنَّ تقوية الشخصية وتحسينها أمر مهم، لا سيما إن اتُّبعت الطرق المذكورة سابقًا بفاعلية فيمكنكِ تقوية شخصيتكِ وتعلُّم مهارات جديدة لتطويرها بسرعة، كما أنَّ قوة الشخصية ترتبط ارتباطًا وثيقًا مع المسيرة المهنية، ومن الجدير بالذكر أنَّ الشخصية تتحدد بنمط السلوكيات والتفكير، لذا فإن كل شخصية مختلفة وفريدة، وإليكِ بعض النصائح التي تساعدكِ على تقوية شخصيتكِ وتحسينها للأفضل:
1- استمعي كثيرًا للآخرين، ممّا يمكِّنكِ من التعلُّم من المحيط الذي حولكِ، فالاستماع هو مهارة جيِّدة، وعندما تبدئين بالاستماع للأشخاص فإنَّكِ تُعطيهم أهميةً كبيرةً، كما أنَّهم سيهتمُّون بكِ ويصبحون أكثر تفاعلًا معكِ.
2- طوّري صحتكِ العقلية بما يساعدكِ في تنمية المهارات الجديدة، ويجعلكِ أكثر جاذبية لمن حولكِ. ثقي في نفسكِ، وهذا سيظهر على طريقة تحدُّثكِ مع الآخرين، وإخبارهم إلى ماذا تطمحين أن تصبحي في المستقبل.
3- تعاملي مع الأشخاص الجُدد، ممّا يزوِّدك بالكثير من الخبرة والمعرفة، كما ستحصلين على أفكار وآراء جديدة تطوِّر من شخصيتكِ، وقد يتطلَّب هذا الأمر تنمية مهارات التعامل مع الآخرين.
4- عاملي الناس باحترام ليكون الشعور متبادل.
كيف يواجه الإنسان مخاوفه؟
يمكن للإنسان مواجهو مخاوفه من خلال:
– تقييم المخاطر، إذ من الممكن أن يخاف الشخص من شيء لا يمتلك معلومات عنه، وليس من الضروري أن يكون الخوف من شيء معيَّن محاطًا بالمخاطر، لذا يجب البدء بتثقيف النفس حول أسباب الخوف لمواجهته والتخلُّص منه.
– اتخاذ خطوات سريعة عند مواجهة الخوف وذلك بوقوف الشخص أمام المرآة والتحدُّث مع نفسه، والتدرُّب على الحديث أمام العائلة والأصدقاء.
– الاستعانة بمعالج نفسي ليساعد على مواجهة هذه المخاوف والقضاء عليها على المدى البعيد.
لماذا قد يكون سيئًا تجنب الإنسان لمخاوفه؟
إنَّ تجنُّب المخاوف قد يساعد في حلِّ بعض الأمور على المدى القصير ولمدة مؤقتة فقط، ولكن من الجدير بالذكر أنَّ هذا التجنُّب قد يزيد من نسبة القلق لدى الشخص على المدى البعيد، فتصبح المنطقة المسؤولة عن مركز الخوف في العقل غير قادرة على التعامل مع المواقف، فالتعامل مع المواقف التي تخيف الشخص بشكل تدريجي يساعده على التخلُّص من خوفه، إذ ستتأقلم اللوزة الدماغية على الخوف وتعتاد عليه.