غوشة: توسعة عمان أقل كلفة من إنشاء مدن ذكية جديدة

قال رئيس هيئة المكاتب الهندسية، عبدالله غوشة، إن الأردن عاش خلال العام الماضي، حدثين مهمين لهما علاقة بالبيئة والمدينة، وسيكون لهما انعكاس كبير خلال الأعوام المقبلة.

وأوضح، في تصريح له أن الحدث الأول تمثل بتفشي وباء فيروس كورونا المستجد، وما رافقه من إجراءات وإغلاقات عامة، ما أدى إلى بروز سلوكات جديدة، منها طريقة التفكير التي اختلفت حول طبيعة المسكن والعمل.

وبين غوشة أن الأردنيين أدركوا أنه يمكن العمل من المنزل بدلا من المكاتب، حيث برز التحول الرقمي الكبير وما يرافق ذلك من تأثير على بنية المدن.

وأشار إلى أن جائحة كورونا، أدت إلى إعادة تحويل المكاتب إلى مساكن، بعد أن كان الطلب كبيرا على المكاتب التجارية في ثمانينيات القرن الماضي، فيما أصبح المواطنون يفكرون بكيف وأين سيعملون لتأمين قوت يومهم؟.

وتجلى الحدث الثاني، الذي عاشه الأردن شأنه شأن مختلف دول العالم، بفوز الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأميركية وإعادة الاهتمام بالامور التي لها علاقة بالبيئة وعودة الولايات المتحدة للانضمام إلى اتفاقية باريس للمناخ.

وبين غوشة، أنه ومن هذا المنطلق، يجب البدء بالبحث عن الطاقة المتجددة والحد من انبعاث الغازات التي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، مشيرا إلى أن أميركا تستثمر حوالي 90 مليار دولار أميركي في مجال الطاقة النظيفة، فيما ستقدم دول “اتفاقية المناخ” نحو 100 مليار دولار لمساعدة الدول النامية، من بينها الأردن، في هذا المجال.

وأكد أن الأردن أمام تحد كبير فيما يتعلق بتخطيط مدنه، استنادا لأهمية مكافحة وباء كورونا والطاقة المتجددة والنظيفة وعمليات الاستدامة للمدينة والبنية التحتية القادرة على التعامل مع المدن الذكية، ودور ذلك في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة.

ولفت غوشة إلى أن الدراسات العالمية تشير إلى أنه وبحلول العام 2050، سيعيش حوالي 70 % من سكان الأرض في المدن أي بمعدل 5 مليارات إنسان، وأن استثمار دولار واحد في المدينة والتنمية المستدامة يوفر منافع تعادل 4 دولارات يوميا.

ودعا إلى ضرورة أن تعمل الحكومة على إضفاء المزيد من المرونة على البنية التحتية وجعلها أقدر على الصمود لأن عمليات الإصلاح والترميم باهظة التكاليف، إضافة إلى معرفة كيفية بناء مدن قادرة على التكيف مع المتغيرات التكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية.

وفي هذا السياق، أوضح أن دولا عربية عملت على بناء مدن تستجيب لهذه المتغيرات، منها مدينة مصدر في أبو ظبي، ومدينة نيوم و”ذا لاين” في السعودية والعاصمة الإدارية الجديدة في مصر.

وتساءل غوشة، عن قدرة المدن الأردنية في التكيف مع المتغيرات التي تطرأ على مصطلح المدن الذكية، مشددا على أن هناك حاجة في الأردن، للتوجه نحو توسعة جديدة لعمّان بدلا من إنشاء مدينة جديدة في ضواحيها.

وأكد أن التوسع جنوب عمّان على سبيل المثال، باعتماد نظام المدن الذكية، هو الحل الأنسب لتطبيق نظريات التخطيط الحضري، مشيرا إلى ان 86 % من الأردنيين يعيشون على مساحة 10 % من مساحة المملكة، وهذا ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الموارد الطبيعية واحتياجات السكان للطاقة.

وأشار إلى أن هذا التوسع، سيؤدي إلى تخفيف الكلفة الناتجة عن إحداث مدن ذكية جديدة، خاصة وأن المملكة ليس لها القدرة على الإنفاق بمبالغ خيالية لبناء مدن أخرى، إضافة إلى أنه بذلك يتم حل مشكلة النقل والمناطق الخضراء، خاصة بعد أن أشارت دراسات إلى أن عمّان تعد من أسرع المدن في العالم نموا بالسكان.

وشدد غوشة، على أن العاصمة وبعض المدن الأخرى بها إشباع بنياني، ضمن تخطيط عشوائي في بعض المناطق، أدى إلى حدوث فيضانات عارمة متجددة في منطقة وسط عمان وانهيار للشوارع وأزمات سير خانقة ومشاكل في النقل وكثافات حادة في البناء ما أدى إلى وجود عدم قدرة على مواكبة المتغيرات الحضرية الحديثة.

وأكد أن الأرقام في الأردن، وإن تم اللجوء إلى المدن الذكية وتوسعة العاصمة، تتحدث حول توفير 30 % من الطاقة المهدورة سنويا، وتخفيض كلفة إدارة مصادر المياه وتوزيعها بنسبة 15 %، إضافة إلى تخفيض كلفة الزمن الفعلي للرحلة الواحدة في وقت الذروة بنسبة 12 %.