دعوي .. سياسي .. ام حزبي ؟.. جماعة الاخوان المسلمين الاردنية في اقرب مسافة من سيناريو ” الحل “

:قرارات قضائية مهمة تحسم في ملفات “نقابة المعلمين وشرعية الجماعة” بالانتظار ومسارات نقاش داخلي تدعم مقترحات ” الحل الذاتي “

تدرس الحركة الاسلامية خياراتها على مستوى سياسي اعمق قليلا في الساحة الاردنية وسط نمو مستجد في اتجاهين الاول داخل اطر الحركة نفسها يسعى للتعامل براغماتيا مع الواقع.

 والثاني داخل اطر للدولة ويسعى من جهته لتكريس اتجاه اجتثاثي الى حد كبير يخرج الاخوان المسلمين تحديدا من سكة الخدمة والتأثير .

الطرفان بانتظار تواقيت مهمة باتت قريبة جدا .

ومن سوء حظ الحكومة الاردنية الحائرة في الملف ان هذه التواقيت من صلاحيات السلطة القضائية تحديدا وليس اي جهة اخرى حيث قرارات محتملة في قضيتين قد تشكلان اساسا في التحدث مجددا عن البنية القانونية لمؤسسات مهمة وبالتالي بصورة مؤثرة سياسيا على خارطة حضور وقوة حضور الحركة الاسلامية المحلية .

القرار القضائي الاول يخص شرعية نقابة المعلمين والتي تتهمها السلطات بالتبعية للإخوان المسلمين وهي تهمة باطلة كما يعلن ويؤكد نائب نقيب المعلمين ناصر النواصرة مجددا وعبر “راي اليوم ”  أعاد تأكيده على ان اللون الاسلامي مكون صغير في مجلس نقابة المعلمين وهيئاتها ولا يشكل اغلبية ولا يتحكم باي قرار من اي نوع .

محكمة بداية العاصمة عمان كانت قد قررت في وقت سابق حل نقابة المعلمين وسجن اعضاء مجلسها لمدة عام .

 لكن النقابة لجأت الى محكمة الاستئناف وهي التي ستنظر قريبا بشرعية بقاء النقابة او حلها .

وعليه يعتبر هذا القرار مهما  في سياق الاشارات التي يختزلها حول اتجاهات الحريات النقابية والسياسية بعد الان.

ومن جهة اخرى يترقب الاسلاميون وغيرهم  توصية محكمة التمييز العليا بشان قرار سبق ان اتخذته محكمة الاستئناف يقضي بعدم شرعية الشخصية القانونية  لجماعة الاخوان المسلمين وهو ايضا القرار الذي قد يكون الاهم في مسار العلاقة بين السلطة في الاردن واكبر تنظيم سياسي اجتماعي في المملكة .

ورغم وجود ممثلين للإخوان المسلمين في البرلمان الحالي الا ان نشطاء الحركة بدوا الاستعداد لحالة قد تقود لحل جماعة الاخوان المسلمين واعتبارها جمعية غير مشروعة بالنتيجة وهو خيار مطروح يدعمه في السلطة جناح يعتقد بان الفرصة مواتية دوليا واقليميا وداخليا لاتخاذ القرار المؤجل منذ احداث الربيع العربي عام 2011.

لكن الجناح البراغماتي في الحركة الاخوانية يستعد بوضوح لكل السيناريوهات بعدما وضعت ورقة تقدير موقف باسم المسارات .

النقاشات الداخلية في اطر الحركة الاسلامية بعنوان المسارات وصلت الى سيناريوهين لا ثالث لهما حتى الان .

 الاول يتحدث عن قرار تلقائي وذاتي بحل جماعة الاخوان المسلمين من داخلها وتحويل مقدراتها وكوادرها الى الحزب السياسي المرخص والتابع لها  باسم جبهة العمل الاسلامي .

والسيناريو الثاني يتضمن الدعوة الى اعلان الفصل التام ما بين العمل الدعوي والعمل السياسي بمعنى ان تتخلى الجماعة من تلقاء نفسها عن كل انماط المزاحمة في العمل السياسي وتعلن بانها جماعة دعوية اسلامية خيرية فقط .

ثمة سيناريو ثابت يبدو ان حظوظه قليلة ويتضمن جماعة الاخوان  وتحويلها الى حزب سياسي بلافتة جديدة ومختلفة على الطريقة المغربية والتونسية .

 بمعنى اخير جماعة الاخوان المسلمين في الاردن على بعد مسافة قصيرة من حلها سواء بقرار قضائي او بقرار ذاتي وقد يحصل القراران بالتزامن .