شريحة “دماغية” للروبوتات تطلق العنان لقدراتها


تقنية حاسوب حديثة تحتسب الهيكل الخارجي “للإنسان الآلي” وتطبيقاته قد [تقلص وقت استجابته] و”تحرر سلوكيات [قدرات وأفعالاً] مذهلة” في تلك الآلات حسبما يقول مهندس في “بوسطن ديناميكس”

أنتوني كاثبرتسون صحافي


يعكف باحثون خبراء في الذكاء الاصطناعي على تطوير ما سموه “أدمغة” معدلة بحسب التصميم الهيكلي لكل روبوت والمهمات التي يضطلع بها، في محاولة لتعزيز سرعة تلك الآلات وقوتها، فضلاً عن جعلها أكثر إدراكاً لمحيطها.

ويزعم فريق من “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” (“أم آي تي” MIT) و”جامعة هارفارد” أنهم طوروا شرائح حاسوبية ستسمح للروبوتات بإدراك قدراتها الجسدية الهائلة عن طريق أخذ الشكل الجسدي الدقيق لتلك الآلات في عين الاعتبار، مثلما يؤدي الدماغ وظائفه في جسد بشري.

“المحركات سريعة وقوية”، قالت سابرينا نيومان، الباحثة الرئيسة في الدراسة من “مختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي” (“سيسايل” CSAIL) التابع لـ”معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا”، ولكن “تكمن المشكلة في ما يحدث داخل رأس الروبوت”.

ومن خلال احتساب ترسيمة الروبوت (“هاردوير” hardware) وموارده، من قبيل كيانه الصلب وقدراته على الاستشعار، يمكن للشرائح الحاسوبية المتطورة أن تسمح لروبوتات “هيومانويد” الشبيهة بالبشر بالتفاعل بشكل طبيعي مع الإنسان، وأداء مهام كانت محالة عليها في السابق.

وقالت الدكتورة نيومان، إن تلك المهام يمكن أن تشمل تقديم الرعاية الطبية في الخطوط الأمامية للمرضى الشديدي العدوى، إسهاماً في خفض الخطر الذي يتعرض له العاملون في المستشفيات.

وقال برايان بلانشر من “جامعة هارفارد”، وأحد الباحثين المشاركين في البحث، إنه “كي تُطلق نسخ عدة من الروبوتات في الميدان وتتمكن من العمل بأمان في بيئات بشرية تتسم بالنشاط، لا بد أن تكون قادرة على التفكير والتفاعل على نحو بالغ السرعة”.

وأضاف: “ليس في مقدور الخوارزميات الحاسوبية المعمول بها اليوم أن تشتغل بواسطة “وحدة معالجة مركزية” (أو المعالج، واختصاراً “سي بي يو”) Central Processing Unit حالية بسرعة كافية.”

في الواقع، تصميم شرائح حاسوبية وفق مواصفات شديدة التخصص للجزء المادي من جهاز معين ليست فكرة جديدة، وتستخدمها أجهزة “آيفون” حالياً، بيد أن الروبوتات الحديثة تقوم بمهامها معتمدةً في الوقت الحاضر على شرائح حاسوبية معيارية تدار بواسطتها البرمجيات.

سمح التوجه الجديد، ويسمى “حوسبة وفق بنية الروبوت” robomorphic computing، للدكتورة نيومان وفريقها بتصميم شريحة ذكية تعمل على نحو أسرع بثماني مرات مقارنة بوحدة المعالجة المركزية غير المعدلة وفق الشكل والمهام، وذلك على الرغم من تشغيلها على “معدل ساعة حاسوب” clock rate أبطأ.

وقالت نيومان “سررت بهذه النتائج. على الرغم من أن معدل ساعة الحاسوب المنخفض عوقنا، استطعنا أن نعوض عن ذلك بالاعتماد فحسب على كوننا أكثر كفاءة.”

وأشاد مهندسون في شركة “بوسطن ديناميكس” الرائدة في مجال الروبوتات، لم يشاركوا في البحث، بهذا التطور قائلين إنه “سيحرر سلوكيات مثيرة للاهتمام” لدى الروبوتات كانت صعبة جداً في السابق.

من بين هؤلاء روبن ديتس، مهندس روبوتات في “بوسطن ديناميكس”، والذي قال إن “هذا العمل مذهل لأنه يوضح كيف يمكن استخدام تصميمات الدارات الحاسوبية المتخصصة في تسريع عنصر تحكم محوري بالروبوت”.

“يعد أداء البرمجيات الحاسوبية أمراً بالغ الأهمية بالنسبة إلى الروبوتات لأن العالم الحقيقي لن ينتظر أبداً ريثما ينتهي الروبوت من التفكير.”

يقدم العلماء بحثهم في “المؤتمر الدولي المعني بالدعم المعماري للغات البرمجة ونظم التشغيل”، في أبريل (نيسان) المقبل.

© The Independent