آمنة حيدر “اجتهدت” على طريقة مقامات الإنشاد الديني ولم “تُحرَف” النص الإلهي يقول المُدافعون وداعية يُشبّه فعلتها بترانيم الكنائس
بعد زوال قبضة الحُكم الإسلامي في السودان بسقوط الرئيس عمر البشير “الإخواني”، وذهاب البلد الإفريقي إلى مزيدٍ من الانفتاح، وحتى التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، بدا أنّ “الاجتهادات” الانفتاحيّة، قد وصلت إلى حد مُحاولات تقديم القرآن الكريم بصورٍ أخرى مُختلفة، وتحديدًا بطريقة تلاوته المعروفة بمقاماتها الثابتة.
آمنة حيدر، المطربة السودانيّة، وهي التي ترتدي “طرحةً” تظهر بعض شعرها، اختارت أن تتلو القرآن على الطريقة المُغنّاة، فظهرت وكأنما تُغنّي القرآن، ولا تتلوه، وهو ما أحدث جدلاً حوله، وصادتها أصابع الانتقادات، على خلفيّة مُحاولتها “تشويه” الكتاب الإسلامي المُنزل.
وفي مقطع فيديو مُتداول، ظهرت الفنانة السودانيّة حيدر، وهي تتلو القرآن بشكل أقرب إلى لحن الأغاني، وهي طريقة لم يعهدها السودانيّون المُسلمون، والذين يعرفون القرآن بتلاوة المقامات المعروفة، كمقام الحجاز، البيات، الرسيت، لكن الفنانة ذهبت إلى مقام غنائي، يستطيع مُشاهد المقطع مُلاحظته.
بعض الأصوات لكن دافعت عن الطريقة، وقالت إنها مُحاولة لإدخال طرق جديدة في تلاوة القرآن، تغنيّاً بآياته، أو على طريقة مقامات الإنشاد الديني، وهو ما رفضه قطاع عريض من المُنتقدين لطريقة حيدر في التلاوة غير المسبوقة، وفي مجتمع ديني إسلامي، لا يزال لم يخرج من قوقعة “أخونته” كما يقول مُنتقدون.
وطالب البعض بالقبض على الفنانة المذكورة، وتوجيه تهم لها بالتطاول على رمز للدين الإسلامي، فيما استعرض بعضٌ آخر أحكام التجويد، وترتيل القرآن، مُستندًا عليها في توجيه نقده لآمنة حيدر.
لـقُـمـــــــاَن @logmanm2(ولئن سألتهم ليقولنّ إنما كنا نخوض ونلعب، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم» (الآيتان 65 – 66 من سورة التوبة).
بكُل الأحوال لم تقم آمنة حيدر كما يرصد مُعلّقون بتحريف الآيات القرآنيّة، أو الخروج عن النص القرآني، لكن الداعية السوداني عاصم محمد السيّد، شبّه ما قامت به الفنانة الشابة بترانيم الكنائس، وفرّق شارحاً بين التغنّي بالقرآن، وبين الغناء الذي قدّمته آمنة عبر حسابه في “تويتر”.
السَّـبع|المَـثانِيシ︎@Mathani_5المفروض والمنطق بيقول نقاش “غناء” امنه حيدر لايات القرآن الكريم بيخص المسلمين وحدهم… المُلحدين جايطين مالهم وبدافعوا ليها؟ القرآن حق المسلمين، “اسرة مع بعضينا” إنتو الحشركم شنو؟
وذهب الجدل إلى منحى آخر، فقد رفضت بعض الناشطات النسويات هذا الهُجوم كون التي تلت الآيات إمرأة، فيما حذّر البعض من أنّ القضيّة مجرّد إلهاء منصّاتي، لحرف السودانيين عن قضاياهم الهامّة والمصيريّة.
حصل كُل هذا الجدل يجدر الإشارة، بعد تلاوة المطربة المذكورة القرآن في حفل تأبين محمود محمد طه، ويعدّه السودانيّون شهيد الفكر والإسلام.
“رأي اليوم”- خالد الجيوسي: