الواسطة قبل الوظيفة تعادل “الجار قبل الدار “

كتبت –  فرح سمحان 
يبدو أن حسرة الحصول على الوظيفة المثالية التي تسد متطلبات الحياة وتحقق حلم الشاب الذي يطمح لمستقبل أفضل وحياة زاهية بات مجرد كابوس يطوي عليه هم الواقع المعاش الذي حرم البعض من أبسط وأهم حقوقهم بوظيفة كانت بدايتها رحلة دراسية ونهايتها صدمة البطالة التي اصبحت مشكلة شباب العصر    
أين الحكومة و ديوان الخدمة أسئلة بالية وتقليدية ، اليوم يجب أن نتساءل أين الواسطة والمحسوبية والتنفيعات التي تتم من تحت الطاولة بلا حسيب أو رقيب هذا الأجدى والأهم من حيث السؤال والانتقاد ، فمن يرغب بانتظار رقمه التسلسلي في الديوان عليه أولا أن يهيأ نفسه للإنتظار قرابة عشر سنوات إن لم يكن أكثر من ذلك والأهم أن يكون مدركاً لواقعه وأن لا يبني سقف طموحات لأننا لا نعيش في المدينة الوردية أو مدينة الإحلام !!
وعلى ما يبدو ايضاً أن اختيار الشخص وفقاً لمعايير وأسس الكفاءة والمقدرة مجرد “خدعة ووهم” لا أساس لها في زمن الاعتماد على العلاقات والمعارف لتحقيق مصالح خاصة ولدت تراكمات عديدة كان نتاجها نسب بطالة تعزى إلى من ولدوا فجوة بين الحقوق والمطالب  العادلة ، ليكتسبوا حقوقاً غير مشروعة 
إلى متى ستبقى الواسطة والمحسوبية عنوانا لفكرة الحصول على الوظيفة في الوقت الذي تخطب فيه بعض الدول حاجز اعتماد العمر كدليل على الخبرة والكفاءة و جعل الشباب بديلاً لتسلم أهم المناصب ، الجهات التي تعنى بتحمل مسؤولية قلة فرص العمل متى ستكف عن إعطاء الأعذار والذرائع غير المبررة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع ، التطوير المزعوم والنهوض بالإقتصاد وتشجيع الشباب مصطلحات لم يعد لها نفس وقع الأثر في الوقت الذي غطت فيه هموم الحياة على ما يستحق الأمل فيها