بدء تداول أسهم تحالف “فيات كرايزلر بيجو” في أوروبا و”وول ستريت” هذا الأسبوع
أحمد مصطفى صحافي متخصص في الشؤون الدولية
يبدأ هذا الأسبوع تداول أسهم تحالف جديد في صناعة السيارات في بورصات أوروبا و”وول ستريت” بنيويورك في الولايات المتحدة بعد إتمام صفقة اندماج شركة “فيات كرايزلر” (الأميركية/الإيطالية) مع مجموعة “بي أس أيه” التي تصنع سيارات “بيجو وسيتروين” الفرنسية. وتشكل المجموعة الجديدة، التي أقرت الجمعيات العمومية لأطرافها الاندماج، السبت، بعد موافقة سلطات التنظيم وحرية المنافسة على الدمج مطلع هذا الشهر، عملاقاً جديداً لصناعة السيارات سيصبح الثالث عالمياً من حيث حجم المبيعات.
وبحسب تقديرات القيمة السوقية، الجمعة، كانت قيمة الشركة الجديدة تتجاوز 50 مليار دولار. واتفق على تسمية المجموعة الجديدة “ستيلانتيس” (وهي كلمة يعني أصلها في اللغة الإغريقية “الإشراق بالنجوم”). وسيبدأ تداول أسهم “ستيلانتيس”، الإثنين، في بورصتي ميلانو وباريس، ويبدأ تداول أسهمها، الثلاثاء، في “وول ستريت” بنيويورك.
سيتولى رئيس مجموعة “بي إس إيه” كارولس تافاريس رئاسة المجموعة الجديدة الناجمة عن الدمج، التي ستسعى لزيادة نصيبها من السوق عبر تعزيز تصنيع وبيع تشكيلة من ماركات السيارات التي تشمل “جيب، ورام، وبيجو، وسيتروين، وأوبل”، إضافة إلى الماركات الفارهة مثل “مايزراتي، وألفا روميو”. وتستحوذ المجموعة الجديدة على نحو ربع سوق السيارات في أوروبا حالياً، ولها وجود قوي أيضاً في أميركا الشمالية.
تقليل التكاليف
وتستهدف عملية الاندماج توفير ما يصل إلى 6 مليارات دولار سنوياً عبر تكامل عمليات التصنيع والبيع للشركات المنضوية تحت المجموعة الجديدة، سواء في أوروبا وأميركا الشمالية أو حول العالم. وتملك المجموعة نحو 50 مصنعاً لإنتاج ماركاتها المختلفة حول العالم، حيث سيسعى الرئيس الجديد لتقليل التكلفة الإنتاجية وخفض العمالة من دون اضطرار لإغلاق أي مصانع.
وكانت الصفقة التي اتفاق عليها عام 2019 تعرضت للتعطيل أكثر من مرة، خصوصاً العام الماضي بسبب أزمة وباء كورونا. وتواجه الشركة الجديدة “ستيلانتيس” منافسة قوية من الشركات الكبرى في مجال صناعة السيارات مثل “جنرال موتورز”.
وتستعد المجموعة الجديدة لاستغلال الستة مليارات دولار سنوياً المتوقع توفيرها من ضبط الكلفة بعد الدمج للاستثمار في إنتاج موديلات جديدة، خصوصاً من السيارات الكهربائية. لكن ذلك المبلغ لا يصل إلى ربع ما أعلنت شركة مثل “جنرال موتورز” عن تخصيصه للاستثمار في إنتاج السيارات الكهربائية، حين أعلنت عن موديلات جديدة نهاية العام الماضي.
ولا تقتصر المنافسة على الشركات الكبرى، بل أيضاً هناك الشركات الجديدة الناشئة التي تدخل سوق صناعة السيارات من باب السيارات الكهربائية فقط. وستواجه الإدارة الجديدة لمجوعة “سيلانتيس” تحدياً كبيراً، ليس فقط في توفير البطاريات لموديلات السيارات الكهربائية، ولكن أيضاً في تعديل خطوط الإنتاج في المصانع الموجودة لتنتج موديلات سيارات كهربائية.
الرئيس الجديد
والرهان الكبير على الرئيس الجديد الذي كان رئيساً لـ”رينو” قبل أن ينتقل لرئاسية “بي إس إيه (بيجو وسيتروين)” قبل سنوات تمكن فيها من تحويل المجموعة من الخسارة لتصبح أكبر شركة سيارات رابحة في أوروبا. واعتمد في ذلك على ضبط عمليات البيع بالتوازي مع تقليل كلفة الإنتاج. كما قام بهيكلة المصانع من دون إغلاق أي منها وتفاوض مع نقابات العمال على تسريح أعداد من العاملين من كل مصنع. وتمكن في غضون 6 سنوات من تحويل الشركة من الخسارة إلى عائد تشغيل بنسبة 8.5 في المئة في 2019.
وسيواجه تافاريس تحدياً كبيراً مع المجموعة الجديدة التي تضم 400 ألف عامل في مصانعها حول العالم. كما أن سياسته السابقة مع “بيجو”، بتقليل الخصومات لتعزيز الأرباح بالتوازي مع تقليل كلفة الإنتاج لخفض سعر البيع عموماً، ربما لا تفيده الآن في ظل سوق تعرضت لأضرار كبيرة نتيجة أزمة وباء كورونا. وبحسب تقرير حديث لشركة “ماكينزي” فإن سوق السيارات العالمية تراجعت بنسبة نحو 20 في المئة في عام 2020.
هناك أيضاً تحد آخر يتعلق بمبيعات شركات المجموعة من ماركاتها وموديلاتها في السوق الصينية، والتي لم تتجاوز، أخيراً، نسبة 1 في المئة من هذه السوق الكبيرة سريعة النمو. وسيكون على كارلوس تافاريس العمل بسرعة على زيادة نصيب سيارات المجموعة من السوق الصينية، وربما يتطلب ذلك أيضاً العمل على الاستثمار أكثر في إنتاج السيارات الكهربائية.