كتبت – حنين البيطار
في العاشر من الشهر الجاري إكتملت فعاليات السلطة التشريعية مجلس النواب بإنتخاب الرئيس والنائب الأول والثاني والمساعدين وبهذا فإن عقد السُلطات الثلاث تكون قد إكتملت وتُوجت في خطاب العرش السامي.
وفي ظل ظروف الصعبة وانتشار جائحة كورونا كان التحدى كبيرا بعقد اجتماع مجلس النواب ضمن إجراءات السلامة العامة ،وأحكمت الجهات المختصة و السلطات الصحية رؤيتها ، وتكيف الجميع مع الظروف الاستثنائية سواء النواب او الوزراء ، وابتعدنا عن الكماليات المُتعلقة بحضور الجمهور دون تذمر وجرت الأمور بسلاسة وهدوء ونجاح منقطع النظير فالأردنيين عشاق التحدى قيادة وشعب .
وهنا تناولت بعض وسائل الإعلام والصالونات مُلاحظات أدهشت السياسيين الأردنيين ، وكنا نود لو دُهشنا نحن الإعلاميين بصورة المشهد كاملا وعقد الاجتماع بكل هذه الأجواء الصعبة فالجميع يعرف الظروف التي أحاطت باجتماع مجلس الأمة والتي ذكرنا أنفاً بعضها.
واليوم نتساءل ماذا في قادم أيام مجلس الأمة غير الرقابة والتشريع وماذا بقي بأدراج المجلس القديم من قوانين ومناقشة الموازنة العامة وهل نقارن صورة المشهد والتصويت لرئيس مجلس النواب العوادات برقم ٨٧ مع ثقة لرئيس السلطة التنفيذية عند طرح برنامجه الحكومي .
والسؤال أيضا هل سنستمع من الحكومة ملامح ( بركة الببيسي ) بحلتها الجديدة ومشروع الباص السريع وتقاطع ناعور ومشروع خدمة العلم وزراعة عشرة ملايين شجرة لِأردن أخضر والإقتصاد والبطالة وبدءاً بالمشاريع الكبيرة وإنتهاءاً بمعاملات أصغر الدوائر شأناً في الإدارة .
على العموم يوم الخميس الماضي، كنا نراقب من دخل على مكتب الرئيس من النواب ومثلهم الداخل والخارج من مكتب رئيس البرلمان وظل السؤال وما فحوى الأحاديث بعد أن غادر سيد البلاد المبنى ، وهل أصغى الإثنان الرئيس بشر الخصاونة ورئيس مجلس النواب المحامي عبد المنعم العودات بإتمام إلى مطالب وتوجهات النواب وهل حدث ذلك في اليوم الأول ، أم أن الأحاديث إقتصرت على المجاملات أو إلى مطالب تحت عنوان ( الخير للأردن والأردنيين ).
ومع كل هذا الحُلم لكنا ظللنا ننتظر إلى مالا نهاية ، ومع كل هذا كان الله في عون الرئيس عند نقاش الموازنة العامة ومديونيتها والمشاريع الإقتصادية والصناعة والزراعة والتجارة ، وإن هناك أموراً كثيرة لا مجال لذكرها وسوف تبقى يتيمة ما لم تؤتِ الحكومة من سعة الرؤيا أو الرؤية ما يدفعها إلى إنشاء سياسة جديدة كاملة لإصلاح الأوضاع سواء على صعيدي العيش العادي والحياة ، هذا يُخيل إلينا في الأيام الأولى لدور السلطة التشريعية .
هذه الرؤى للوضع الداخلي ، أما السياسة الخارجية فإن جلالة الملك عبدا لله حفظه الله ورعاه قادر برؤيته الجليلة للقضايا الكبيرة والتفاصيل .
وفي الختام ( ربي إجعل هذا بلداً آمناً ) فهذا الأردن الذي بناه أبناؤه بسواعدهم ، بمعاولهم ، بأصواتهم بكل ما في قلوبهم من حب وإخلاص.
جفرا