المجلس الذي ولد من قلب الأزمة … هل سيكون على قدر تطلعات المرحلة ؟

 كتبت – فرح سمحان
أصبحت الأنظار تتجه نحو قبة المجلس المكان الذي سيكون منبعاً ومخرجاً لقرارات لطالما تمنى المواطن أن تؤخذ منه وفيه من قبل نواب مدركين لماهية القضايا المحلية بعيداً عن الذاتية والمصالح الضيقة ، تلك هي الرسالة الملكية التي وجهها جلالة الملك في حديثه يوم أمس بخطاب العرش في افتتاحية الدورة غير العادية لمجلس النواب 19 بلهجة تستوجب التنفيذ والتطبيق بجدية وحزم
المجلس الذي انتخب من قلب الأزمة التي عاثت وامتدت خيوطها في العالم أجمع ، عليه أن يكون على قدر الثقة والتطلعات التي منحت له بدءً من الإرادة الملكية التي جعلت هذا الاستحقاق الدستوري أولوية ، والمؤسسات كافة والأهم من ذلك المواطن الذي تحدى الجائحة واختار الالتزام في سبيل المشاركة  بالإنتخابات النيابية واختيار مجلس شعبي منتخب بإرادة كاملة ، كل ذلك يستحق من المجلس الذي سيباشر أعماله قريباً أن يضع المصلحة العامة نصب عينيه ، بما فيها الملفات والقضايا التي وضعت في إدراج ومكاتب بعض النواب السابقين وذهبت في مهب الريح ، مشهد كهذا لا نريد أن يتكرر ، البطالة والفقر والفساد والمحسوبية والواسطة ملفات يجب على النواب التفكير ملياً في التخلص منها ومحاربتها بطرق منطقية وقابلة للتطبيق على أرض الواقع
 المواطن سئم من الخطب والشعارات والشعبويات التي لا تسمن ولا تغني من جوع بكلام وخطط خيالية تفرح المسامع لكن آلية التطبيق تكاد تكون شبه مستحيلة ، خاصة وأن الاقتصاد وبعض القطاعات الأخرى كالصحة والتعليم تحتاج لعمل على تسوية بنيتها التحتية قبيل التفكير في مشاريع وخطط لا يمكن تنفيذها
رسائل جلالة الملك يوم أمس للنواب كانت جلية وهادفة وشاملة ، وبمثابة نهج طريق لكل نائب ينوي العمل بجد تحت قبة المجلس دون مواربة أو نرجسية في العمل ، حتى أن المحاور التي ركز عليها جلالته لإنعاشها  كالأمن الغذائي والصحة والتعليم يجب على النواب البدء في العمل على تسويتها والتفكير بالإستراتيجيات الممكنة للنهوض بها من خلال اللجان النيابية وبالتعاون مع الحكومة وكافة السلطات لتطبيق مبدأ التشاركية الأمر الذي جاء في الرسائل الملكية وكان المغزى منه تعزيز التعاون ما بين الجهات المعنية في صنع القرار وتنفيذه
إذا ً البعد عن الشعبوية والمصالح الضيقة وعدم أتباع نهج المجلس السابق الذي لم يعد يتلاءم مع متطلبات المرحلة الحالية التي فرضت ضغوطات عديدة بسبب جائحة كورونا وتوتر قضايا المنطقة والإقليم ، كل ذلك يحتاج لمجلس جاد وقوي البنية خاصة وأن المجلس الحالي يضم 98 نائبا جديداً ما سيعطي طابعاً مختلفاً عن السابق من حيث نهجه وآفكاره وتطلعاته والأهم كيفية التعامل مع مختلف القضايا والملفات وترجمة العمل بصورة فعلية
jafra