إعلامنا الرسمي من شر البلية الى ما يضحك

زهير العزه يكتب .. إعلامنا الرسمي من شر البلية الى ما يضحك
مؤسف حقا أن يصل مستوى إعلامنا الرسمي الى ماهو عليه الان ،فلا هو قادر على الدفاع عن الوطن وقيادته، ولا هو القادر على اقناع المواطن الاردني بما تطرح الحكومة من قرارات او برامج تعنى بهموم هذا المواطن .
مؤسف حقا ولكنه نتيجة حتمية لما آلت له أوضاع هذا الاعلام ، ابتداء من التدخلات التي تحد من إبداع الزملاء الاعلاميين الحقيقين في المؤسسات الرسمية أو تلك المتعلقة بتعيين رؤساء للأجهزة الاعلامية وأعضاء مجالس إدارة من الذين لايملكون الخبرات الكافية حتى وأن كان بعضهم قد مر مرور الكرام في هذه المؤسسة الاعلامية أو تلك او كان حمالا للكراسي في هذا الاستوديو او ذاك .
قديما قال المثل “شر البلية ما يضحك” أما في سيرة اعلامنا الرسمي فأنها تبداء من شر البلية ولا تنتهي الى ما يضحك ، والسيرة لا تنتهي عند تحول “بيسو” الى اعلامي يحسب له الحساب بعيدا عن انشغاله في مهنته التي يحب وهو يبيع ويشتري أو يؤجر السيارات ، واتخاذه الاعلام من باب استسهال دخول هذه المهنة لتحقيق شيء من الوجاهة حتى لو قام بدفع راتب بسيط لصحفي يحميه قانونيا من خلال الموقع الذي يديره وهو لا يعرف ابسط قواعد اللغة العربية او حتى كتابة أي سطر دون الوقوع بالاخطاء الاملائية ، كم هي لا تنتهي عند “الطبيع أو الصفيف ” كما نقول” والذي كان يعمل في صحيفة كنت أدير تحريرها ،والذي تحول بقدرة قادر الى اعلامي ..!فقط لانه حصل على رخصة موقع إخباري يديره رئيس تحرير يحمل عضوية نقابة الصحفيين ،وأخر عين عضوا في مجلس ادارة مؤسّسة الإذاعة والتلفزيون وكل خبرته تتجلى انه لا يملك خبرات إعلامية حقيقية ، بل أفضل ما عمل به هو أنه كان حاملا أو ناقلا لهذا الكرسي أو ذاك داخل أحد الاستوديوهات في هذه المؤسسة او تلك .
والمضحك المبكي أو شر البلية هو أن تتم دعوة “الطبيع” ومؤجر “العربيات ” كما يقول الاشقاء في مصر، الى حضور لقاءات على أعلى مستوى من الاهمية ويشار لهما أنهما إعلاميان ، في نفس الوقت الذي يُغيب فيه رجال وسيدات الاعلام أصحاب المهنة عن حضور مثل هذه اللقاءات الهامة ..!
أما من المضحك في سيرة التلفزيون الاردني الذي يبدو أنه يعيش مرحلة صعبة وهذا ليس ناتج تراجع او عدم قدرة او عن عدم كفأة عند الزملاء في التلفزيون ،بل في من يتم “اسقاطهم ” على برامج التلفزيون من خارج كادر التلفزيون على إعتبار أنهم خبرات مميزة سترفع من شأن هذه القناة الوطنية الام والمدرسة الاعلامية العريقة ،كما حدث في حكومة الدكتورعمر الرزازعندما قامت بتعيين عدد من الذين “مروا مرور المتمسحين ” في جانب الاعلام في هذه المؤسسة او تلك ، كما ان الامر الذي لا يخلو في بعض جوانبه من الطرافة ان القائمين على القناة الوطنية يبدو انهم يعتقدون كما يعتقد بعض من يديرون قنوات فضائية خاصة ان برامج “الطبخ والنفخ” لها من المتابعين الكثر بحيث يتم استقطاب المواطنيين من شرق المملكة الى غربها او من شمالها الى جنوبها ، وبالتالي نحرم اعدأ الوطن من فرصة أخذ المشاهد الاردني الى قنوات او الى وسائل التواصل الاجتماعي التي تنخر بجسد الوطن افتراءات واكاذيب تصل الى حد التوقف طويلا عند دور هذه المؤسسات الرسمية والهدف من وجودها ..!
والاعلام الخاص الفضائي لا يختلف عن المؤسسات الاعلامية الرسمية فقد تجد في قناة واحدة اكثر من برنامج “للطبخ والنفخ “ومسابقات الطبخ الاخرى ، إضافة الى برامج” طق الحنك” وبلكنة لبنانبية أو سورية بحيث تعتقد أن بعض المذيعات قد ولدن في بيروت او دمشق.
باختصار وبدون “مواربة” إن معالجة الملف الاعلامي الرسمي وهو الاهم تحتاج الى تغيير شامل وهذا التغيير يبدأ من إعادة النظر في تعيين بعض الاشخاص في عضوية مجلس إدارة مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ،وتعيين الاشخاص الذين لهم باع في المرئي والمسموع ولهم الخبرة في وضع البرامج التي تحقق أهداف ما تريده قيادة الوطن إن لجهة الدفاع عن القضايا الكبرى او القضايا الصغرى، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى يجب وضع شروط محددة تؤكد على أهمية الخبرة في مجال الاعلام الحقيقي من حيث العمل كمندوب أو محرر أو مدير تحرير أو رئيس تحرير أو معد أو مقدم برامج أو مندوب برامج وغيرها من أقسام العمل الصحفي وهذا ايضا ينطبق على من يعملون في مجال تقديم البرامج التلفزيونية أو الاذاعية بأستثناء تلك البرامج المتخصصة قانونيا او طبيا او غيرها ،وبالتالي نؤكد على أنه لا يجوز أن يقوم أي شخص بترخيص موقع إخباري دون أن يكون له من الخبرة الاعلامية وهنا نشير “لمالك” هذا الموقع او ذاك كما نؤكد على انه يجب منع أي شخص من مهن أخرى كالمحامين او الاطباء او المهندسين وغيرهم من أعضاء النقابات المهنية ، بالعمل كمذيعين او مقدمي برامج خارج اطار موضوع المهنة التي ينتمون لعضوية نقابتها .
الحكومة الراحلة أعلنت أنها بصدد أجراء أصلاحات في المجال الاعلامي الرسمي والاعلام بشكل عام لكنها في الواقع فشلت في أحداث أي تغيير في هذا المجال وأقتصر دورها على زج الصحفيين والاعلاميين في قضايا إعلامية ثانوية أو تحريك القضايا لدى المحاكم لملاحقة الاعلاميين الحقيقيين “ولن أعدد اسماء من تمت ملاحقتهم ” ، فإعلامنا الرسمي يحتاج الى حملة “نفض ” تجعل من الزملاء في المؤسسات الاعلامية الرسمية هم من يقودون هذه المؤسسات وهم من يقرر مصالح المؤسسة وفق رؤية إعلامية بعيدا عن “الاستزلام” للحكومة وبالتالي لن نقول إعلامنا من شر البلية الى ما يضحك… فهل تفعلها الحكومة وهل يفعلها الوزير علي العايد .. نحن ننتظر ..؟
Image may contain: one or more people, people sitting and screen