اتبع الطريق الأكثر إثارة

يتحدث هذا المقال عن طريقة تتبعها لتعيش حياة من القلب

هل سبق لك أن لاحظت كيف يتصرف الأطفال بعفوية في أفعالهم وأنشطتهم والطريقة التي يلعبون بها ، فهم فقط يتبعون شعورهم الغريزي ويلعبون باللعبة التي تثير فضولهم أكثر في ذلك الوقت ، وإذا كانوا يشعرون بالملل من ألعابهم ، فإنهم يبدأون في اكتشاف ما يحيط بهم ولا يكتفون من تكرار هذا الاكتشاف كل يوم. بهذه الطريقة لن يشعروا بالملل. نحن كأطفال كنا أيضا كذلك لكن مع تقدمنا ​​في السن نبدأ في قمع هذا الميل المبني على اتباع فعل أكثر شيء يفرحنا و يثير فضولنا ، وبسبب البيئة والنظام التعليمي ، تمت برمجتنا يومًا بعد يوم للتصرف بطريقة معينة ، ثم نتخرج من الجامعة ونحصل على وظيفة بعد أن نكون قد تبرمجنا لفترة طويلة للتصرف بطريقة معينة و إذا توظفنا فنحن أيضا سندخل في دائرة أخرى من البرمجة، أنا لا أنادي بعدم الاقتراب من الأنظمة أو البندولات أو أن لا نتعلم أو نتوظف، فهذه الأنظمة هي طريق لتصل لأهدافك و أحلامك ما أود إيصاله هو أن تلاحظ تأثير البرمجة على حياتك و تسأل نفسك كيف تحب فعلا أن تحيا الحياة و تفعل ما بوسعك الآن ضمن المستطاع و المتاح .

للتواصل مع طفلك الداخلي الفضولي ، اسأل نفسك: ما هو الشيء الأكثر إثارة والذي من  الممكن والمتاح فعله الآن ضمن التزاماتي و  الذي سيجلب لي أكبر قدر من الإثارة ؟ افعل ذلك. ثم اسأل نفسك هذا السؤال مرة أخرى ، واختر نشاطًا واحدًا من الأشياء المتاحة والممكنة وقم بذلك. بهذه الطريقة أنت ترسل رسالة للكون أنك مستعد تتبع قلبك و تبرمج عقلك الباطن على ما تحب و بذلك ستعود إلى تدفق الوفرة.  عندما تكون في حالة تدفق و حتى لو لم تكن بعد في المكان الذي تريده بالضبط في الحياة ، فسوف تضمن أنك في خط زمني سيوصلك بشكل أسرع إلى حيث تريد.

إذا كنت لا تعرف هدفك في الحياة بعد و إذا كنت محتار أي طريق تتبع فإن اتباعك للطريق الأكثر إثارة الآن سيدخلك في خط زمني و سرنديب من الأحداث التي من الممكن أن توصلك لهدفك و ما تحب، فقط اتبع كل ما يثيرك ضمن المتاح حتى إذا كنت لا تزال تعمل في وظيفة من 9 إلى 5 أو إذا كنت في فترة من حياتك حيث لديك خيارات محدودة للقيام بما تحب خلال يومك ، فلا يزال بإمكانك التفكير في العيش بهذه الطريقة حتى ضمن نطاق محدود إلى أن تصل إلى اليوم الذي ستفعل فيه ما تحب بحرية.

في الوقت نفسه ، كلما زادت الحرية لديك ، زادت مسؤليتك. الحرية في الوقت والقيام بما تحب لا تعني أن تعيش بدون قيم ، فكلما زادت حريتك ، زادت مسؤوليتك تجاه نفسك وتجاه الأشخاص من حولك وكذلك تجاه مجتمعك  و أيضا عندما يكون لديك الحرية لفعل ما تريده في الحياة ، ممكن تضطر لعمل أشياء لا تحبها في بعض الأحيان ، ولكن بشكل عام ، يمكن أن تكون حياتك بالطريقة التي تريدها.

إذا كنت ابتعدت منذ فترة طويلة عن فعل ما تحب و ما يثير فضولك، فيمكنك أولاً الجلوس مع نفسك والتفكير ومحاولة تذكر ما كان يجلب لك السعادة في الماضي وربما عندما كنت طفلاً أكتب هذه الأشياء في قائمة و أدخلها تدريجياً في جدولك اليومي. احتفظ بهذه القائمة بالقرب منك لتذكيرك بهذه العادة الجديدة المتمثلة في اتباع أقصى درجات الإثارة لديك. تذكر أن الخلايا العصبية في دماغنا تتشابك بطريقة معينة وفي كل مرة نكرر فيها ما نقوم به ، تؤكد الروابط العصبية في الدماغ هذا المسار ، و يستغرق الأمر بعض الوقت لأدمغتنا لتغيير هذا التوصيل بين الخلايا العصبية بفضل خاصية المرونة العصبية، لذا كن صبورًا مع نفسك عندما تريد تغيير أي عادة.

في النهاية الهدف من عيش حياتنا هو اختبارها بكل ما فيها و أفضل طريق لنا هو طريق القلب نبدأ به عندما نختار الخيار الأقرب إلى قلبنا مرة تلو الأخرى إلى أن نصل إلى حياة مليئة بالحب و الشغف. جرب ذلك، حياتك تستحق !

م.رانيا بدر

ملهم