“القدس العربي”:نفذت قوات الاحتلال حملات اعتقال طالت عدد من المواطنين في الضفة الغربية، بينهم أسرى محررين، في وقت واصلت فيه أيضا عمليات هدم المنازل، ضمن المخططات الرامية لتوسعة الاستيطان، وطرد الفلسطينيين قسرا عن أراضيهم، في وقت أنذرت فيه وزارة الأوقاف، من نوايا الاحتلال الهادفة لتهويد المسجدين الأقصى والإبراهيمي.
ذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت عدة مناطق تقع إلى الشرق من محافظة نابلس شمال الضفة، حيث اعتقلت خلال تلك الحملة الأسير المحرر معاذ كعبي من مخيم بلاطة، والأسير المحرر نضال خلف الحج محمد من بيت دجن.
كذلك قامت قوات الاحتلال بمداهمة مدينة سلفيت شمال الضفة، واعتقلت من هناك الأسير المحرر روضي معزوز ياسين، بعد تعمد تخريب محتويات منزله وترويع سكانه.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال من مدينة رام الله وسط الضفة، الطالب في جامعة بيرزيت منتصر بربر، نجل الأسير مجد الذي يقضي حُكماً بالسجن ٢٠ عاما في سجون الاحتلال، كما داهمت قوات الاحتلال منزل الطالب المقدسي في الجامعة بكر عويس، واعتقلته بعد تفتيش المنزل والعبث بمحتوياته.
واستدعت مخابرات الاحتلال، الأسير المحرر أحمد صلاح، للتحقيق معه في مجمع مستوطنة غوش عصيون، والمعروف أن هذا الأسير المحرر أفرج عنه من سجون الاحتلال قبل أشهر قليله، علما أنه أمضى قرابة 11 عاما في الأسر.
وطالت الاعتقالات الإسرائيلية، شابا خلال مروره على “حاجز الزعيم” شمال شرق مدينة القدس المحتلة، وأفادت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال أغلقت الحاجز في كلا الاتجاهين عقب اعتقالها الشاب، الذي لم تعرف هويته بعد.
ومن القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، 5 شبان من بلدتي قطنة وبدو شمال غرب المدينة، وأفادت مصادر أن تلك القوات اعتقلت أيمن أبو عيد، وشريف الخضور وهاشم حميدان من بدو، وجودة حوشية، وزياد طه، من قطنة بعد أن داهمت منازلهم.
إلى ذلك فقد تواصلت هجمات المستوطنين على المسجد، وقام مجموعات جديدة بتنفيذ عملية اقتحام، بعد دخولها بحراسة أمنية مشددة من جهة “باب المغاربة”، حيث قام هؤلاء خلال الجولات الاستفزازية لهم في المسجد، بالاستماع إلى شروحات حول “الهيكل” المزعوم، فيما حاول العديد منهم أداء “طقوس تلمودية”.
وكالعادة ترافقت الاقتحامات مع قيام جنود الاحتلال الموجودين على بوابات الأقصى بإعاقة دخول المصلين المقدسيين، من خلال التدقيق في هوياتهم، واحتجازهم لبعض الوقت.
وفي السياق، قالت وزارة الأوقاف، إن سلطات الاحتلال شددت من قبضتها على مدينة القدس خلال الشهر الماضي، وخاصة المسجد الأقصى المبارك، حيث تم اقتحامه 23 مرة، كما شهد الحرم الإبراهيمي كذلك عدة مخططات تهويدية خطيرة، ومنع الاحتلال رفع الأذان فيه 47 وقتا، وأغلقه ليومين؛ بحجة الأعياد.
وأوضحت وزارة الأوقاف في بيان لها، أن المتطرف “يهودا غليك” برفقة مستوطنين اقتحموا أكثر من مرة الأقصى من “باب المغاربة”، بحراسة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، أعقبها اقتحام مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للأقصى، ونفخ بالبوق هناك، فيما اقتحم أيضا وزير الزراعة الإسرائيلي السابق “أوري أرئيل، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق موشيه فيغلن الأقصى، حيث تنوعت الاقتحامات ما بين هؤلاء ومستوطنين متطرفين، وطلبة معاهد وجنود وعناصر مخابرات.
وأوضحت أن الشهر الماضي شهد تطورات هامة وخطيرة، حيث مدد الاحتلال فترة الاقتحامات للمسجد الأقصى لمدة 45 دقيقة إضافية، تعكس مدى التطرف الإسرائيلي، وما وصل له الاحتلال في خططه التدريجية، لإحكام السيطرة عليه.
وأوضح التقرير أن سلطات الاحتلال واصلت مخططاتها لتهويد المسجد، من خلال اعتقال وإبعاد المصلين المسلمين، حيث أبعد هذا الشهر نائب مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الشيخ ناجح بكيرات، ومدير مركز ترميم وحفظ المخطوطات بالمسجد الأقصى رضوان عمرو، لافتة إلى أن من بين التطورات التي حصلت الشهر الماضي، تمثل بطلب ما تسمى مؤسسة “تراث جبل المعبد” إلى ما يسمى وزير الأمن الداخلي طالبت بالسماح لأتباع المدارس الدينية بأن يقضوا كامل الفترة المتاحة للاقتحامات في تعلم التوراة وتعليمها في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى.
ويوضح التقرير أنه إمعانا من الاحتلال بطمس قبور المسلمين، هدمت بلدية الاحتلال درجا قرب المقبرة اليوسفية يؤدي إلى “باب الأسباط” أحد أبواب الأقصى، وشرع الاحتلال بمسح أراضي المقبرة هناك، وقامت بوضع علامات في المكان، ولم تعرف أهداف هدم الدرج، أو ما يجري في منطقة باب الأسباط.
وأكد وكيل وزارة الأوقاف حسام ابو الرب، ان جميع المحاولات الإسرائيلية الرامية لتغيير هوية المسجد الأقصى والبلدة القديمة للقدس المحتلة وطابعها والمواقع الملاصقة لها “لن تنجح بفعل الصمود الاسطوري لأبناء شعبنا”، وحذر من سياسة الاحتلال في تزايد الاقتحامات، وازدياد وتيرة التهويد، والتدخل بشؤون الأقصى، وسياسة الحصار، والحواجز المنتشرة حوله، مضيفا ان الاقصى والابراهيمي مسجدان اسلاميان خالصان، وسنبقى الاوفياء لمقدساتنا.
وأشار إلى أن ما يحصل بالحرم الابراهيمي لا يقل خطورة عن المسجد الاقصى “بفعل شراسة وغطرسة الاحتلال تجاهه، مشيدا بصمود المواطنين، وتواجدهم الدائم، وتصديهم لمخططاته التهويدية والإحلالية”، لافتا إلى أن الاحتلال منع رفع الأذان هنتاك خلال الشهر الماضي 47 وقتا، وفرض نفس السياسة بتحديد اعداد المصلين، خاصة أيام الجمع، تاركا المجال للمستوطنين بتنفيذ اقتحامات كبيرة للمسجد.
وفي السياق أيضا، تواصل الهجمات الاستيطانية التي يهدف من خلالها الاحتلال تنفيذ خطط مسبقة للسيطرة على مزيد من الأراضي الفلسطينية، حيث هدمت آليات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، مغارة ومعرشا واستولت على ثلاثة بيوت متنقلة، في قرية تل زيف جنوب الخليل.
وأفاد منسق لجان الحماية والصمود فؤاد العمور، بأن آليات الاحتلال هدمت المعرش الزراعي بالقرب من المنطقة الأثرية تل زيف شمال يطا، تعود لعائلة شتات؛ بحجة قربها من الخط الالتفافي الاستيطاني، مشيرا إلى أن هذه المرة الثانية التي يتم فيها هدم المعرش.
وأجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المواطن المقدسي فواز عبده على هدم منزله في بلدة جبل المكبر، بعد أن طالبته بلدية الاحتلال بالهدم، بحجة عدم الترخيص، وأفاد مالك المنزل عبدة بأنه بنى منزله قبل أكثر من 5 سنوات، ويعيش هو واسرته المكونة من 6 أفراد في المنزل البالغة مساحته 100 متر مربع.
كما هدمت سلطات الاحتلال، الثلاثاء، منزل المواطن أيهم محمد شوكت الخطيب، في بلدة سور باهر بالقدس المحتلة، بحجة عدم الترخيص.
وكان مجلس الوزراء ناقش تقرير حول الأوضاع في مدينة القدس على ضوء إعلان إسرائيل تنفيذ مخططات تستهدف تغيير معالم مركز المدينة والجهود التي تبذلها المؤسسات في المدينة المقدسة من خلال تواصلها مع المؤسسات الأجنبية وتوجيه رسائل لتلك المؤسسات تطالبها بالتدخل لمنع تنفيذ تلك المخططات التي من شأنها الإضرار بالطابع القانوني والتاريخي للمدينة باعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية.