احترم خياراتك و ابتدع الطرق في استغلال وقتك… هذا الوقت عمرك
عادةً يفضل كل منّا أسلوباً معيناً في إدارة الوقت و الحياة، و لكننا غالباً لا نستطيع تحقيق الأسلوب الذي اخترناه. نظراً للمسؤوليات و الإلتزامات التي تفرضها علينا الحياة.
يناسبني شخصياً أسلوب الحياة الهادئ… أن أحظى بوقتي كاملاً و أن أحركه بحسب ما أريد.
و لكن نظراً للإلتزامات الدراسية او المهنية لم أستطع أن أحقق ذلك عبر فترات طويلة.
و لكنني أستطيع القول أن الأمر قد تغير منذ أنهيت دراستي الجامعية, و بعدها عندما تزوجت مؤخراً.
كان لدي خيارات عدّة، العمل او شهادة دراسية أعلى.
لكنني وجدت أنه سيكون من الأفضل لو أنني أخذت إستراحة لهذا العام أستقرّ فيها و أتأقلم مع الحياة الجديدة.
و قد كان الخيار مناسباً فعلاً، إذ أن المسؤوليات المصاحبة للزواج كانت لتكون عبئاً لو أنني ألتزمت بعمل آخر في هذه الفترة، و لكنني و بعدما تأقلمت مع الأعمال و استطعت تنظيم وقتي إصطدمت بكمية غير قليلة من الوقت الذي شعرت بأنه يذهب سدىً.
إضافة إلى حاجتي للشعور بالإنجاز.
و لكن كان الوقت قد فات لألتحق بوظيفة و لم أرد ذلك بأية حال، فالأسلوب الجديد الذي اعتمدته يناسبني خصوصاً مع وجود رواية عليّ إستكمالها.
لذلك احتجت لإيجاد بديل.
و كان ذلك عبر الدورات الإلكترونية التي كثرت خصوصاً مع جائحة أزمة كورونا.
التحقت بدورة بعد دورة و حصلت على الشهادات و أنا أتابع تارةً من وراء المكنسة و مرّة فوق الصحون المتسخة.
و قد كان للأمر وقعاً كبيراً على شخصيتي التي شعرت بنموها و إزدياد علمها.
من قال أن الأعمال المنزلية مضيعة للوقت فعليه أن يغير من طريقة تعامله معها.
إذ أن عدداً من صديقاتي و بعد أن فاتحتهن بأمر الشهادات التي حصلت عليها أثناء قيامي بالأعمال المنزلية أخبرنني أنهن يستغللن وقتهم في تنظيف الصحون او ترتيب غرفهنّ بالإستماع للمحاضرات التي يحول الوقت بينهن و بينها.
و الأمر لا يتوقف على الأعمال المنزلية، بل كل شيء آخر كذلك.
نحن من نختار كيفية تعايشنا مع الأمور و استغلالها، و نحن من نحدد كيف سنستطيع الإستفادة و التأقلم.
حاول لمرّة واحدة أن تتبع الخيار الذي تريده لنفسك متحملاً جميع تبعياته من سلبيات و إيجابيات… و صدقني، لن تندم.
ملهم