قالت صحيفة “فايننشال تايمز“؛ إن السعودية، تبحث عن طرق لحل الملف الخليجي، وفض النزاع مع دولة قطر كهدية للرئيس المنتخب جوزيف بايدن.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته “عربي21″؛ إن الرياض كثفت من جهود حل نزاع استمر 3 أعوام مع دولة قطر، وأن هذه الجهود زادت بعد هزيمة الرئيس دونالد ترامب.
وينظر للخطوة لإنهاء الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على دولة قطر، الغنية بالغاز الطبيعي كمحاولة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التقرب من بايدن، وكهدية وداع للرئيس دونالد ترامب الذي أقام معه علاقات وثيقة، ودعمه في حرب اليمن وحماه بعد جريمة قتل جمال خاشقجي قبل عامين.
لكنه يتوقع علاقة باردة مع الرئيس المقبل، خاصة أن قطاعا كبيرا من الديمقراطيين شجبوه بعد مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، وانتقدوا الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، بالإضافة لاعتقاله رجال الأعمال والأمراء بذريعة مكافحة الفساد.
وقال مستشار للسعودية والإمارات “هذه هدية لبايدن”. وأضاف أن الأمير محمد “يشعر أنه في مرمى الهدف” بعد فوز بايدن، ويريد التعامل مع قطر “ليعرب عن استعداده اتخاذ خطوات”.
ونقلت الصحيفة عن المحلل السعودي المقرب من الديوان الملكي علي الشهابي قوله؛ إن القيادة السعودية عبرت منذ شهور عن استعداد لوضع نهاية لهذا الموضوع.
وأضاف: “هم يعملون منذ وقت على إغلاق عدد من الملفات، وبالتحديد هذا الملف”. وبدأ حصار قطر الجوي والبري والبحري في حزيران/يونيو 2017 بعد اتهام السعودية وحلفائها في الحصار الدولة الصغيرة بالتقارب مع إيران ودعم الإسلاميين.
ونفت قطر التي تعد واحدة من كبار منتجي الغاز الطبيعي هذه الاتهامات، وقاومت الأطراف المتنازعة الضغوط الأمريكية لحل الأزمة وتقديم تنازلات. وعبرت إدارة ترامب عن قلقها من إضعاف الخلاف التحالفَ العربي ضد إيران، وشعرت بالإحباط من منفعة إيران المالية، حيث أجبرت الرحلات الجوية من قطر على استخدام الأجواء الإيرانية.
وقال دبلوماسي؛ إن الجهود الأخيرة تقودها الكويت بهدف وضع أسس حوار مباشر بين الرياض والدوحة. وتريد قطر أن تكون هناك خطوات بناء ثقة قبل المحادثات الثنائية، مثل رفع الحظر عن الطيران. وهناك مقترح فتح حرية الحركة للمواطنين القطريين في الدول التي فرضت الحصار، مع أن الدوحة تريد ضمانات على سلامتهم.
وعبر مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين هذا الشهر عن أمله بقدرة الطيران القطري على تسيير رحلات فوق الدول المحاصرة في الـ “70 يوما المقبلة” قبل نهاية رئاسة دونالد ترامب. وقال المستشار؛ إن الرياض وأبو ظبي تريدان من قطر تخفيف حدة قناة الجزيرة ووقف نقدها للسعودية.
ويتهم نقاد الجزيرة بأنها أداة دعاية للدوحة. وبعد إعلان الحصار طالبت الدول المحاصرة قطر تنفيذ 13 مطلبا مقابل رفعه. ولكن المستشار يقول إن الوسطاء الكويتيين يحاولون استبدال المطالب بعناق ومصافاة.
كما تشمل المصالحة مع قطر نقل الغاز القطري المسال إلى البحرين حسب أشخاص على معرفة بالمفاوضات. وقال شخص على اطلاع بالأمر؛ إنه لا توجد تفاصيل حول عملية بناء الثقة.
في حين أشار مسؤولون خليجيون إلى موقف أبو ظبي. وفي مشاركة للسفير الإماراتي يوسف العتيبة بحلقة نقاش إسرائيلية، قال فيها؛ إن حل الخلاف الخليجي ليس أولوية، مشيرا للخلاف مع قطر حول مستقبل الشرق الأوسط. لكن المسؤولين الغربيين في المنطقة يتوقعون متابعة الإمارات حليفتها الكبرى السعودية في أي قرار.