حمل رئيس لجنة تقييم الوضع الوبائي، د. سعد الخرابشة، الحكومة مسؤولية تفشي فيروس كورونا في الأردن.
وربط الخرابشة في منشور مطول على صفحته بموقع فيس بوك بين تفشي الفيروس في الأردن والبدء بتطبيق سياسة العزل المنزلي على المصابين.
وقال :” أستطيع أن أجزم أن السبب الرئيس لتفاقم حدة الوباء وانتشاره الواسع في الأردن يعود إلى عدم ضبط ومراقبة المرضى المعزولين في المنازل والذين في كثير من الحالات لم يتقيدوا في عزل أنفسهم وعدم الإختلاط بالآخرين ولم تتخذ الأجهزة الرسمية آليات لمراقبة التزامهم فأصبحوا يتحركون كما يشأوون ويذهبون لأعمالهم ويشاركون في المناسبات الإجتماعية دون رادع من وعي أو ضمير أو سلطان”.
وأضاف إذا “علمنا أنه يتواجد حالياً حوالي سبعون ألف حالة نشطة على الأقل في المجتمع الأردني ما زالوا غير شافين وعندهم إمكانية نقل العدوى للمخالطين بسبب عدم التزامهم بالبقاء في منازلهم طيلة فترة العزل المقرّرة فلنا أن نتخيل عدد حالات العدوى الثانوية التي ستتولد بسببهم في المجتمع”.
ودعا الخرابشة إلى عدم الاستغراب “لماذا وصل تعداد الإصابات في بلدنا إلى ما يزيد عن ميئتي ألف إصابة، غالبيتها العظمى تزامنت مع البدء بتطبيق سياسة العزل المنزلي التي طبقت منذ بداية الثلث الأخير من شهر أيلول”.
وأشار الخرابشة إلى أنه وآخرين معه :” نبهوا إلى خطورة هذه السياسة ما لم تترافق مع آليات حكومية صارمة لرقابة هؤلاء المعزولين والتأكد من التزامهم المستمر بشروط العزل المنزلي لحين شفائهم إلا أن ذلك للأسف لم يجد أذاناً صاغية حيث كان بالإمكان ضبط هذه العملية من قبل الأجهزة الرقابية الحكومية في بداية الأمر وقبل أن تستفحل المشكلة وتتفاقم أعداد الإصابات إلى الحد الذي وصلنا إليه الآن”.
وتساءل الطبيب “كمختص في علم الوبائيات ما الفائدة من إجراء آلاف الفحوصات المخبرية اليومية والإعلان عن خمسة أو ستة آلاف إصابة في اليوم إن لم نتابع ونراقب هذه الإصابات ونتأكد من أمرين، أولهما تطور حالاتهم الصحية وثانيهما مدى تقيدهم باشتراطات العزل المنزلي وعدم مغادرة منازلهم إلا بعد الشفاء كي لا يشكلوا بؤرا تعد بالآلاف لنقل العدوى لباقي الأردنيين”.
وشدد على أن :” الهدف الأساسي والمهم من إجراء الفحوص المخبرية اليومية هو للتعرف على إكبر عدد ممكن من المصابين في المجتمع وعزلهم عن الآخرين لحماية المجتمع والحد من توسع رقعة العدوى وليس هدفا إحصائياً من أجل تسجيل أرقام تعلن بإيجاز صحفي. لقد ثبت بما لا يدع مجال للشك بأن التعويل كثيراً والركون على وعي الناس فقط لن يحتوي هذه الجائحة ولذلك فإنني أرى بأن الوقت لا زال متاحاً لتقوم الأجهزة الرسمية وبالإستعانة بمؤسسات المجتمع المدني والمتطوعين من أفراد المجتمع لأخذ زمام المبادرة من أجل ضبط سياسة العزل المنزلي وضمان ردع المخالفين حتى نتمكن من الوصول إلى تخفيف حدة الوباء وإخماده”.
وختم :”لدي أمل وتوقع كبيران إننا إذا ضبطنا هذه المسألة واستمر مواطننا بالإلتزام بالإجراءات الوقائية فسنصل إلى بداية انحسار العدوى في وقت قياسي دون الحاجة إلى حظر جزئي أو كلّي. فالتصريحات الإعلامية وحدها لا تكافح وباء”.