بقلم الكاتبة العمانية أ. زينب البوسعيدي
تبدو هادئاً للغاية، أخبرني ما كُلُّ هذا الذي يحترقُ بك!
تبدو مُنطفئاً يا سراجاً أنار درب ضالِ الطريقْ !
وكأن لو كانت شدّة أيامك، هي أيام رخائك، ماذا بكَ يا هادئاً وضياءً وتيناً كأن لعنةً حلت بك ، أخبرني ما بك!
أم فعلَ بك بطشُ من علمتهُ علماً رماك به حطاماً ؟
ذاكَ من شابَ شيبكَ لِتلقنهُ حرفاً من لدنّ أسلافه عجزتْ حروفكَ أن تحاكيِ ما حفرَ بداخلهِ من أفكارٍ سوداءٍ لوثتكَ وطمستَ جبين من سهِرَ ليسخر عمرهُ فداءً لحبرٍ عنيد لتكن أنت إنتاجُ ذاك الفكرِ المتأصل بشغفٍ ليخبرَ من هم بعده بأنه كان يسكنَ فكرهُ ما سيشغلُ بالَ أحفادهِ عالماً عربياً .
آه يا عظيمٌ كيف عساني أن أُعزيكَ بمجدٍ خلفتهُ لأبطالٍ يريدون النصر و التتويجِ والفتح المبين وهم عاجزين عن حفظِ إرثٍ وفتحِ كتابٍ وصونُ عقلٍ !ماذا عسى أن يقول القولُ بهكذا أبطالٍ رضوا بواقعٍ كُتبَ من عدوٌ وارتسم بأفضلِ الألوان، نهجاً غبيثاً غُلفَ باسمِ التحضر ولكن هل هذا التحضرُ لمحوِ التاريخ !وفقدانِ الهوية !هل ينصُ مبدأ التقدمِ وخطابِ العقل بدفنِ بذورِ الأصل ! حتماً يريدوا لتلك المبادئِ بالموتِ على أيادينا فزرعت بذوره بتخلفٍ كي تفرقنا ، هُشِّشَ فكرنا عن أصولنا وقيمنا أعادوا تربيتنا باسمِ الفكرِ الواحد وعنصرية اللون
أطعمونا رغيف مبادئهم على وهن، ما كنا نحسبُ بأن تنبتَ تلك الأكاذيب بدمِ العربي وينفرُ عن أخاه باسم الإختلاف ، وصلت متاهات الإختلاف فينا باللون والشكل والمذهب حتى اختلاف الجنس صار يؤرقنا ،ماذا يريدون إلى أن نعد لجاهليتنا ليكتمل نفورهم ويباعَ سمهم في المزاد !هكذا هي حربُ العلم بلا سيفٍ ولا سهمٍ ولا سلاحٍ حتى ذلك القوس لا جدوى منه ، فقط من يتخلى أولاً عن عقلهِ هو الضفةِ الأضعف ، سيستضعفوننا،ستنكسر مبادئنا ،سنهمش من تاريخنا ،سيصرخُ الثابتين منا ،ستتألم عربيتنا،سنعتاد على سمهم،سنضعف وثم سيموت الدم العربي فينا لنصبح ورثاءُ نهجٍ بتخلفنا ونكمل المسير إلى الهاوية الغربية ….
– صحيفة إنسان