كشف الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، في كتابه “الأرض الموعودة” عن سبب شكوكه بأن يكون الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نموذجا لـ”الإسلام المعتدل” في مواجهة التطرف المنتشر في المنطقة، مشيرا إلى أن انطباعه الأخير كان أن الرئيس التركي سيلتزم بالديمقراطية وحكم القانون ما داما يضمنان له البقاء في السلطة.
وقال أوباما في كتابه: “دعم أردوغان العلني للإخوان المسلمين وحماس في حربهما من أجل حصول الفلسطينيين على دولة مستقلة، على وجه التحديد، كان يخلق نوعا من التوتر لواشنطن وتل أبيب”، حسب قوله.
ويضيف الرئيس الأمريكي السابق في كتابه قائلا: “لكن رغم ذلك، فقد التزمت حكومة أردوغان بالدستور التركي وقوانين الناتو وأدارت الاقتصاد على نحو جيد، بل وأجرت إصلاحات على أمل تأهيل نفسها للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي”.
وتابع أوباما قائلا: “بعض المراقبين رأوا أن بإمكان أردوغان أن يكون نموذجا للإسلام السياسي المعتدل والحديث والتعددي، ويمثل بديلا للأوتوقراطيات والثيوقراطيات والحركات المتطرفة التي انتشتر في المنطقة”.
وأضاف الرئيس الأمريكي السابق قائلا: “بكلمة لي أمام البرلمان التركي وباجتماع مع طلاب الجامعة في إسطنبول، حاولت أن أبرز هذا التفاؤل، لكن بسبب محادثاتي مع أردوغان، كانت تساورني الشكوك، فخلال قمة الناتو، أمر أردوغان فريقه بحجب التصويت على تعيين رئيس الوزراء الدنماركي ذي التقدير الرفيع، أنديرز راسموسن، كأمين عام للحلف، ليس لأن راسموسن لم يمتلك المؤهلات لشغل هذا المنصب بل لأن حكومته رفضت طلب تركيا بفرض رقابة على نشر رسوم مسيئة للنبي محمد عام 2005 في الصحف المحلية”، حسب قوله.
وأشار أوباما إلى أن وجهة النظر الأوروبية حول حرية التعبير كانت تزعج أردوغان، ولفت إلى أن الأخير قبل بتعيين رئيس الوزراء الدنماركي بعد أن وعده الرئيس الأمريكي بأن يكون لراسموسن نائبا تركيا وبعد أن أقنعه بأن زيارته إلى تركيا ستتأثر بقوة إذا لم يُعين رئيس الوزراء الدنماركي.
وأكد الرئيس الأمريكي أن التسلسل الطبيعي للأحداث على مدار 8 سنوات من فترة رئاسته كانت تشير إلى ضرورة بناء علاقات مبنية على المصالح المشتركة مع أردوغان، لكن الانطباع الذي أصبح لديه بنهاية المطاف أن الرئيس التركي “سيلتزم بالديمقراطية وحكم القانون ما داما يضمنان له البقاء في السلطة”، حسب قوله.