البيطار تكتب : الحلفاء الجُدد .. من سيقود سدة رئاسة البرلمان

حنين البيطار
في الأيام القليلة القادمة سنتوقف أمام مفصلٍ هام بعد أن إنتهينا من الحراك الأول المُتمثل بالإجراءات الإنتخابية ” للمجلس التاسع عشر ” والذي سُجل بسرعة وسلاسة بإستثناء بعض المُنغصات التي تجاوزناها كما علمنا إياها الأردنيون في مثل هذهِ الأمور .
لكن ما سيُثير القلق يتمثل بإنتخاب رئيس مجلس النواب ، والمكتب الدائم ، والكتل النيابية ، وسط مجموعة من الحُلفاء الجدد من النواب ، فتلك قصة ذات فصول مُثيرة وجديرة بأن تُترجم إلى واقع جديد أو مثير .
أن من الظلم أن نُصدق مقولات بأن النائب الفُلاني هو ” رئيس مجلس النواب ” وأكثر من ذلك أن مباركة لهُ تمت من قِبل الحكومة قبل إنتخاب المجلس بفترة ليست قصيرة ، ومن خلال إستعراض خريطة المجلس الجديد نُسجل منها همساً لبعض النقاط حول رحلة إنتخاب رئيس المجلس ، والسؤال ؟ من هي القوى الجديدة وما هي ملامحها ، سابقاً كنا نقول الكتلة الإسلامية ذات الوزن الثقيل ، لكنها غائبة اليوم ، المستقلون منهم ومن أين هم ، ونواب العشائر وكوتا النساء وبقية الكوتا وهذه فرصة نادرة يستطيع المراقب أن يميط اللسان عن الحقائق التي ترافقها ، ولعل بعض الجدل المُتباكي يقول أن ( رئيس الوزراء من الشمال ، ورئيس مجلس الملك من الوسط ، ورئيس هيئة الأركان المُشتركة ومدير الأمن العام أيضاً من الوسط ) ولذلك فإن رئيس سدة رئاسة البرلمان قد يكون من الجنوب أو الوسط ، مع أن هذا الوطن غير قابل للقسمة .
هناك ذوات في المجلس وبالتأكيد سيتم اطلاق صراح الرئيس من بين الأعضاء وكتلهم التي لم نستطيع حتى اللحظة رسم خريطة لهذه الكُتل أو التجمعات والتوجهات التي تحكم سير المجلس الجديد ، وفجأة عادت الشكوك إلى قراءة ملامح أعضاء المجلس ومدى رضى الحكومة عنه أم رضى أعضاء المجلس الناخبون له ، أم قدرته على ضبط مصالح وأهواء مجموعة النواب التي نعرف اتجاهاتهم ، وقدرتهِ على التدخل لتصحيح نقاش بنود التشريعات التي ستُطرح على المجلس ومدى قدرتهِ على ضبط الاستفسارات الموجهة للحكومة التي قد تكون معظمها كما تعودنا غاضبة ، وآخرها أو في مقدمتها ثقة المجلس لحكومة الدكتور بشر الخصاونة ومدى ثقل ” الكواليس في إغلاق بعض الأبواب وفتح الشبابيك أو الاصطدام بجدران المجلس ” في الوقت الذي نسمع أصوات يائسة تُشكك وتصيح مُنتقدة وغير متفائلة بقدرة هذا المجلس لتحقيق قضايا كبيرة على ساحة الوطن وما هي إمكانياته للتصدي لمشاكل الفقر والبطالة والوضع الإقتصادي والمديونية وإعداد موازنة العام القادم وما هي مديونية هذه الموازنة كبيرة أم صغيرة أم متوسطة ومدى الإقتراض من وجع الجماهير وليس “القطيع” وإغلاق العتاب على مجلس الوزراء المطلوب منه الكثير .
يقابل ذلك مطالب طويلة وعريضة من القاعدة العريضة من شعبنا التي بعثت بالنواب إلى قبة البرلمان وهي كثيرة ، وأخيراً إستعداد الناخبين بعد فترة من
الفرح والدبكات وطخ البارود في الإتجاه إلى قذف وشتم النواب بأوصاف أقلها أنهم تنكروا لمطالب الناخبين الذي ساهموا في فوزهم .
جفرا