اية البير تكتب
قد تبدو لكم في البداية قصة عن الحسناء والوحش، قصة حب بين أنثى ودب، قصة هاربة من تلك الحكايات الغرامية الهوليودية، أو هاربة من سطور روايات العشق، تلك الروايات التي تبدأ بالحب من النظرة الأولى أو الكلمة الأولى، أو صوت دافيء يأتي من بعيد، أو نظرة عشق خلف عينان خضراء بلون حقول القمح قبل الحصاد، وتنتهي في عالم لا منتهي التفاصيل متعدد الأبواب، ولكن في الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، قصة من واقع كل أنثى في هذه الحياة، كل الإناث في هذه الحياة تحلم بزوج أو حبيب بذات الصفات الدافئة والاحتواء والحنان بقلبه ولكن قوي بقوة الدب والأسد عند حمايتها.
إن الإناث تعشق أن يكون لها ذلك الدب الذي يحبها ويعشقها، ليس الدب الحيوان وإنما رمز الدفء والأمان والاحتواء، حيث أن ضخامته رمز للإحتواء والأمان، كل أنثى تتمنى أن يكون رجلها في ضهرها كالوحش الكاسر يحميها من الأعداء، يشعرها بالأمان ناعماً ودافئاً لها مثل فرو الدب، ووحشاً لكل من يؤذيها، تستشعر غضبه وغيرته عليها يقاتل ويهاجم بمخالبه وأنيابه كل من يتعدى أو يقترب منها، تعشق أن تراها تستشيط من عيناه تلك نظرات الحب والغضب معاً.
النساء لا يحبون الرجل البارد دون أي ردود أفعال، تريد أن يكون رجلها مرآة تعكس الحب والمودة والغيرة، أن يكون ملازماً لها حتى وإن كان غير موجود مثل انعكاس ظل المرآة نراه ونشعر به لكنه ليس موجود، إنما يراها ويراقبها ويحميها ويشعر بها وملازماً لها بكل تحركاتها حتى في غيابه فهي تعرف أنه سندها وظهرها هو الملجأ الوحيد لها.
ليست النساء لتفريغ الطاقات والرغبات الجسدية، وليست مجرد جسد، كما يظن البعض، الأنثى كائن ضعيف ومتين في ذات اللحظة، حيث أن الإهتمام والاحتواء والأمان في المركز الأول، رغباتها الروحية أهم من أي شيء آخر، شغفها تجاه إشباع رغبات الروح والإطمئنان أعلى في ميزان حياتها ومتطلباتها، إذا وجدت هذه الأمور، لن تفرط بمن تحب بل العكس تغرم به وبرجولته و تعشقه وتتنفسه وتدمنه نعم يصبح حد الإدمان، حينها فقط يتملكها الرجل وتخضع له بكل تفاصيلها وكيانها وروحها وقلبها وجسدها.
موقع تبويب