المنصات التعليمية في الأزمة الكورونية..!

بقلم الكاتبة السعودية أ. وفاء آل منصور
اختلفت وتيرة أيامنا وانقلبت رأساً على عقب لم تكن في حسبان الزمن ولا حتى بوصلته سبحان من غير الحال إلى حال مغايرٍ تماماً بعد أن كانت أيامنا البسيطة والعادية من وجهة نظر البعض تمر مروراً روتينياً قاتلاً لا يشوبه تغيير سوى ساعات النوم والاستيقاظ..
أصبحنا مع هذه الأزمة والجائحة الكورونية الغير متوقعة ولو في أحلامنا نسير عكس التيار تماماً لا الصباح صباحات الأمس النشيطة المشرقة للطلاب والموظفين ولا الليل ليل الاستكنان والنوم الطويل ..
كل شيئاً حولنا أصبح بالمقلوب ودائرة الكون تعبر نشاطاً جوياً عاتياً يضج بالمقاومة لكل هذه التغيرات فأصبح البعض يخالفها ولايصدقها، والبعض الآخر جعل منها مسرحية هزلية غير مدرك عواقبها،، والبعض الآخر يقف في المنتصف عالقاً بين مدٍ وجزرٍ وكأنه أستسلم لهذه الظروف الاستثنائية ولم يحرك ساكناً تاركاً أمواج الزمن تبحر به في جميع الاتجاهات.
ما نمر به مع أبنائنا من خلال المنصات التعليمية أشبه بالمشتتات من خلال تركيزهم ألكترونياً لكل ما يدور حولهم من جلبة عائلية، ومشاركات الطلاب المتقطعة لسوء اتصال الأنترنت عند الأغلبية،، هنا نجد الوقت مهدر مابين التركيز والفهم، ومابين ركل الشجارات من حولهم، وبين اثبات الوجود بمشاركات ركيكة بعيدة عن صلب الموضوع المهم أن يتم تدوين أسمي في سجل الحضور ومن بعدها أعود مسرعاً للسرير ..
لتصرخ المنصة بمن فيها من أساتذة وطلاب من كثرة البلبلة والاستهجان بها ،، يدخلونها وهم في قرارة أنفسهم في وضعية اللعب والسخرية ..
نحن شعباً غير متحضر إلا للأشياء التي نريدها كالألعاب الألكترونية ومواقع التواصل التي تعج بالمثالية وكأن الكل مميزاً ومبدعاً إلكترونياً بينما الواقع مبكي ومضحك في آن واحد وتسوده السلبية المطلقة.
لم نتعود على مثل هذه الأمور من قبل والتحضير لها ،، لو كانت المواد من قبل هذه الأزمة مقسمة مابين الحضور للصرح التعليمي وبين التعليم الألكتروني لكانت الأمور أسهل بكثير مما نحن عليه الآن ،، نحتاج لوقت لنعتاد ثم لنصدق مايحدث ثم للتعايش مع الحدث.. فقد أصبح التعليم منهكاً وشائكاً على كل أطراف المجتمع بدأً من الأهل ولكافة القطاعات الحكومية والخاصة ..
فإن لم نستشعر جمال ماضينا الدراسي في هذه الأيام الصعبة لن يكون بمقدورنا العودة بروحٍ حماسية بعد هذه الأزمة الكورونية ..
أتمنى أن تزول الغمة وتعود الدراسة من منابرها المعتادة وتعود الحياة لوتيرتها وخط سيرها المعتاد الجميل السلس ، والأخذ بهذه الشهور والأيام بعين الاعتبار والتعلم منها للمضي قُدماً نحو التعليم الأفضل والحياة الأسهل.